ولاية سودانية تنتصر جزئيًا على الكوليرا

متابعات- نبض السودان

شهدت ولاية سنار تراجعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بالكوليرا، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة بالولاية، حيث تم تسجيل 181 حالة اشتباه بالمرض حتى مساء السبت، تعافت منها 167 حالة، بينما سُجلت 11 حالة وفاة فقط، وتبقى ثلاث حالات فقط تحت الرعاية الطبية في مراكز العزل

جهود فعالة تحد من تفشي الوباء

وأفادت وكالة السودان للأنباء 'سونا' أن وزير الصحة بالولاية، الدكتور إبراهيم العوض أحمد، أكد عدم استقبال أي حالات إصابة جديدة بالكوليرا في جميع مراكز العزل خلال اليوم السابق، مرجعًا هذا التحسن إلى التعاون المشترك بين وزارة الصحة والمنظمات الداعمة، التي أسهمت بفعالية في تنفيذ برامج مكافحة المرض وتوعية المواطنين بخطورته وطرق الوقاية منه

ثلاث حالات فقط تحت العلاج في سنار وسنجة

وأوضح محمد تاج الدين، مدير الإدارة العامة للطوارئ ومكافحة الأوبئة، أن الحالات الثلاث المتبقية تخضع للعلاج في مركزَي سنار وسنجة، في حين خلت مراكز اللكندي وود النيل من أي إصابات نشطة، ما يشير إلى فاعلية التدخلات الصحية والبيئية التي نفذتها السلطات المحلية في الفترة الماضية

استمرار الاستراتيجية الوقائية في الولاية

أكد المسؤولون أن وزارة الصحة تواصل تنفيذ استراتيجيتها الشاملة لمحاصرة المرض، وذلك عبر تعزيز الرقابة الوبائية والتدخلات السريعة، إلى جانب تحسين خدمات الإصحاح البيئي، وتكثيف أنشطة التوعية الصحية، في خطوة تهدف إلى منع عودة التفشي مجددًا، خاصة مع اقتراب فصل الخريف الذي يرتبط عادة بزيادة حالات الإصابة بالكوليرا والأمراض المنقولة بالمياه

الكوليرا في السودان: أرقام مفزعة منذ أغسطس 2024

يُذكر أن الكوليرا أُعلن عنها رسميًا في السودان خلال شهر أغسطس من العام 2024، حيث تجاوز عدد الحالات المسجلة على مستوى البلاد 50 ألف حالة، وفقًا لتقارير وزارة الصحة الاتحادية، كما تجاوز عدد الوفيات عتبة الألف، نتيجة انتشار المرض عقب هطول أمطار غزيرة فوق المعدلات المعتادة خلال خريف العام الماضي، ما أدى إلى تلوث المياه وبيئات السكن في مناطق واسعة

منظمات داعمة وسيناريوهات السيطرة

ساهمت منظمات دولية ومحلية في دعم وزارة الصحة عبر توفير الأدوية والمحاليل الوريدية، إلى جانب دعم جهود التوعية المجتمعية، التي لعبت دورًا رئيسيًا في تراجع أعداد الإصابات. كما عملت فرق الاستجابة السريعة على التنقل في المناطق المتضررة، لتقديم العلاج الفوري للمصابين، ومنع انتقال العدوى للآخرين

تحديات بيئية ومخاوف من عودة التفشي

رغم التقدم الملحوظ، تظل ولاية سنار وغيرها من الولايات السودانية معرضة لخطر عودة الكوليرا، في ظل التحديات المتعلقة بتوفير مياه نظيفة وصرف صحي ملائم، بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية الصحية في بعض المناطق الريفية، مما يستدعي اليقظة المستمرة والعمل على تطوير أنظمة الإنذار المبكر والاستجابة السريعة

إشادات بالاستجابة المجتمعية

أشاد وزير الصحة بالاستجابة الإيجابية من المجتمع المحلي، والذي تفاعل مع حملات التوعية، ما ساهم في خفض معدلات الإصابة، داعيًا في الوقت نفسه إلى عدم التراخي، والالتزام بإرشادات الوقاية الصحية، خاصة في ما يتعلق بغسل اليدين، شرب المياه المعقمة، وتجنب تناول الأطعمة الملوثة

دروس مستفادة من موجة الكوليرا

تُعتبر تجربة ولاية سنار في السيطرة على الوباء واحدة من التجارب المهمة التي يمكن تعميمها على باقي الولايات، خاصة من حيث التنسيق بين القطاعات الصحية، ودور الإعلام والتثقيف الصحي، والتدخلات المجتمعية الفاعلة. وقد شدد عدد من المختصين على أهمية الاستثمار في البنية التحتية الصحية لتعزيز القدرة على مواجهة الأوبئة في المستقبل