اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
شهدت مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان انقطاعًا تامًا للكهرباء مساء أمس، إثر اندلاع حريق ضخم في محطة الكهرباء التحويلية الرئيسية، ما تسبب في شلل جزئي للخدمات الأساسية وتعطيل الحياة العامة في المدينة الحيوية الواقعة في قلب السودان.
شركة الكهرباء: الحريق سببه 'عطل فني'
أوضحت شركة كهرباء السودان، في بيان رسمي، أن الحريق اندلع بسبب عطل فني أدى لاشتعال الكوابل الكهربائية داخل غرفة التحكم، ما أدى إلى خروج المحطة عن الخدمة بشكل مفاجئ.
وأكدت الشركة أن الفرق الهندسية والفنية توجّهت على الفور إلى موقع الحادث للسيطرة على الحريق، وتقييم حجم الأضرار الفنية التي لحقت بالبنية التحتية للمحطة، وسط وعود بـ'العمل على إعادة التيار في أسرع وقت ممكن'.
مرافق عامة متأثرة وتعطيل للخدمات
أفاد مواطنون من الأبيض أن الانقطاع المفاجئ شمل كافة أحياء المدينة تقريبًا، وتسبب في توقف خدمات المياه والمستشفيات والصيدليات ومحطات الوقود، إلى جانب إرباك حركة الأسواق والمحال التجارية التي تعتمد على الكهرباء.
وأشارت مصادر طبية إلى أن بعض المراكز الصحية اضطرت لتشغيل مولدات احتياطية لتأمين الكهرباء للحالات الطارئة، في ظل غياب طويل للتيار، ما يزيد من المخاوف بشأن تدهور الخدمات الطبية في المدينة.
الأبيض تحت ضغط الحرب وغياب الصيانة
ويأتي هذا الحادث في وقت تعاني فيه مدينة الأبيض من ضغط سكاني متزايد نتيجة توافد نازحين من مناطق النزاع، إضافة إلى شحّ الموارد وغياب الصيانة الدورية لمرافق الدولة الحيوية، في ظل الانهيار العام للبنية التحتية.
وقال أحد الفنيين بشركة الكهرباء (فضّل عدم الكشف عن اسمه) إن 'المحطة تعاني منذ شهور من تراكم الأعطال بسبب قِدم الأجهزة ونقص قطع الغيار'، مضيفًا أن 'الكوابل التي اشتعلت كانت بحاجة إلى استبدال منذ شهور، ولكن لا توجد إمكانيات'.
السكان: لا إنذار ولا بدائل للطوارئ
عبّر العديد من المواطنين عن سخطهم من غياب الإنذار المسبق وعدم وجود خطة طوارئ بديلة لتأمين الكهرباء في حال وقوع أعطال مماثلة. وقال أحد سكان حي القبة إن 'المدينة بالكامل تعتمد على هذه المحطة، والحريق كشف هشاشة النظام الكهربائي'.
كما انتقد آخرون غياب التنسيق بين السلطات وشركات الخدمات، ما يفاقم الأضرار في كل مرة تحدث فيها أزمة مشابهة.
سياق أوسع: أزمة كهرباء تضرب مناطق واسعة
حادثة محطة الأبيض ليست الأولى، بل تأتي في سياق أزمة متصاعدة في قطاع الكهرباء بالسودان، حيث تعاني مدن عديدة من انقطاعات متكررة بسبب نقص الوقود، الأعطال الفنية، وضعف التمويل الحكومي لعمليات الصيانة.
وتشير تقارير رسمية سابقة إلى أن أكثر من 40% من محطات الكهرباء في السودان مهددة بالتوقف بسبب تهالك بنيتها، وانقطاع الإمدادات الأساسية اللازمة للتشغيل، في ظل عزلة مالية دولية وقيود على التحويلات.