اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في تطور مفاجئ وصادم، أعلنت كريستين شاهين، حفيدة الشيخ مرهج شاهين، رجل الدين الدرزي الذي أثار تعاطفًا واسعًا عقب انتشار أنباء عن مقتله بعد الاعتداء عليه من قبل مسلحين في السويداء، أن جدّها ما زال على قيد الحياة.
حفيدة الشيخ تفجّر المفاجأة: 'جدي عايش'
وقالت كريستين في منشور عبر حسابها على 'فيسبوك' صباح اليوم الخميس:
'يا ناصر الستة ع الستين! جدي عايش'، في إشارة إلى أن جميع الشائعات التي تداولت خبر وفاته كانت غير صحيحة، ما تسبب في موجة من الجدل والصدمة في أوساط المتابعين.
من النعي إلى النفي.. فوضى في الرواية
وكانت كريستين نفسها قد نعت جدها في منشور سابق بكلمات مؤثرة قالت فيها:
'جدي استُشهد. شيخ طاهر، أبيض الذقن، عمره ما انمدت إيدو على حدا، ولا اتسكر بابه بوش محتاج… جدي يلي صلّى وما ظلم'، ما جعل الجميع يعتقد أن الشيخ قد قُتل بالفعل.
كما نشرت أيضًا تفاصيل قالت إنها عن اللحظات الأخيرة له، مشيرة إلى أن 'مسلحين من جماعة الجولاني' اقتحموا منزل الشيخ وحلقوا له شاربه قبل قتله، في مشهد اعتبره كثيرون إهانة مقصودة لرمزية الشيخ الدرزي.
كريستين تدافع عن نفسها: 'مش مدينين باعتذار'
ومع تصاعد الانتقادات والاتهامات بنشر أخبار كاذبة، خرجت كريستين شاهين في منشور غاضب قائلة:
'نحنا مش مدينين باعتذار لحدا! انتو اللي لازم تعتذرو مني ومن بيي وأهلي وعيلتي وضيعتي كلها! انتو اللي لعبتوا بأعصابنا، وهنتونا ببيوتنا'.
وأضافت: 'حللتو دمنا، سكوتكن صار شراكة بالجريمة'، معتبرة أن البيئة التي سمحت بنشر الشائعات والتشكيك في مصداقيتهم هي التي تتحمل المسؤولية عن الفوضى التي أُثيرت حول حالة الشيخ مرهج شاهين.
تضامن ثم ارتباك.. منصات التواصل تنفجر
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد امتلأت بمنشورات التضامن والدعوات للشيخ، وانتشرت صوره على نطاق واسع مرفقة بعبارات 'الشهيد' و'الشيخ الذي مات واقفًا'، مما أعطى الموقف بعدًا رمزيًا كبيرًا داخل الطائفة الدرزية وخارجها.
إلا أن إعلان كريستين الأخير أربك السردية المتداولة، وتسبب في حالة من الصدمة لدى المتضامنين، الذين وجدوا أنفسهم أمام واقع مختلف تمامًا، ما فتح الباب لتساؤلات كثيرة حول مصدر المعلومة الأولية، ومن يقف خلف بثّها.
لماذا انتشرت الشائعة؟
حتى الآن، لم تُصدر أي جهة رسمية بيانًا يؤكد أو ينفي تعرض الشيخ مرهج شاهين لمحاولة اغتيال أو اعتداء جسدي، رغم الاتهامات المباشرة التي وجّهتها كريستين إلى ما وصفتهم بـ'كلاب الجولاني'، ما يفتح تساؤلات حول دوافع انتشار القصة بهذا الشكل وبهذه التفاصيل الدقيقة التي بدت حقيقية للجميع.
جدل اجتماعي وسياسي.. والشارب رمز لا يُمس
داخل الطائفة الدرزية، يُعد حلق الشارب رمزًا للذل والإهانة، وهو ما منح القصة الأصلية تأثيرًا وجدانيًا كبيرًا، وعزز من تعاطف الجمهور مع الشيخ. وتحوّلت الواقعة إلى قضية كرامة جماعية، خاصة في ظل الوضع الأمني المعقد في السويداء.
لكن المفاجأة التي كشفت أن الشيخ ما زال حيًا قللت من حدة الزخم، وإن لم تمحُ الشعور بالغضب الشعبي إزاء الإهانة الرمزية التي تعرض لها.
مراقبون: القصة تكشف هشاشة السرديات الرقمية
يرى مراقبون أن ما جرى مع الشيخ مرهج شاهين يُعد دليلًا على خطورة الروايات التي تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي دون تحقق، وأن التضامن العاطفي قد يُستغل لصناعة رموز زائفة أو تهويل وقائع غير مكتملة.
هل تنتهي القصة هنا؟
لا يبدو أن هذه المفاجأة ستُغلق الملف بسهولة، فهناك دعوات لفتح تحقيق مستقل في كيفية انتشار خبر الوفاة، ومن الذي روّج له، ولماذا تم إقحام أسماء جماعات مسلحة دون إثبات رسمي. في المقابل، ما زال البعض يُشكك في رواية كريستين، مطالبين بصور أو فيديوهات تُثبت أن الشيخ مرهج حي فعلًا.