اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٨ أب ٢٠٢٥
تقرير – هاني عثمان
تراجعت حركة السياحة في السودان بشكل كارثي بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023، إذ أصبحت العديد من المناطق السياحية والفنادق خاوية من النزلاء والزوار، في ظل تدمير البنية التحتية وانعدام الأمن. ويشير خبراء إلى أن القطاع السياحي يمثل أحد القطاعات الاقتصادية الأكثر تضرراً، لما له من ارتباط وثيق بالاستقرار والأمان.
انخفاض غير مسبوق في أعداد السياح
أكدت إحصاءات رسمية وخبراء اقتصاديون أن عدد السياح الوافدين إلى السودان سجل انخفاضاً بأكثر من 90٪ منذ اندلاع الحرب، مقارنة بالفترة التي سبقت الأزمة. وقال د. عبد المنعم الزاكي، الخبير الاقتصادي والأكاديمي، إن قطاع السياحة كان يساهم بنسبة 2.4٪ من الناتج المحلي عام 2019، مشيراً إلى القيمة المضافة التي يقدمها التراث الثقافي والمواقع التاريخية مثل جبل البركل، مقابر كرمة، شواطئ البحر الأحمر، وجبل مرة، إلى جانب الفعاليات الثقافية المتنوعة.
السياحة الفندقية تتوقف عن العمل
تضررت المنتجعات والفنادق بشكل كبير، خصوصاً في العاصمة الخرطوم، حيث أغلقت أبوابها أمام النزلاء، وتوقفت أعمال شركات السفر والمرشدين السياحيين. وأدى انعدام الأمن والظواهر الإجرامية إلى تحويل بعض المواقع الأثرية إلى مناطق غير آمنة، ما دفع المستثمرين إلى الامتناع عن ضخ رؤوس أموالهم في القطاع.
آثار الحرب على التراث الثقافي والمرافق الحيوية
وأشار د. الزاكي إلى تدمير المتحف الوطني بنسبة 90٪، ونهب مكتبة جامعة الخرطوم وبيت الخليفة بأمدرمان، ما أسفر عن فقدان العديد من القطع الأثرية القيمة. كما توقفت الرحلات الجوية في مطار الخرطوم الدولي، ما أدى إلى انكماش النشاط السياحي بشكل كامل. وأضاف أن الحرب أدت إلى تحويل السودان إلى بيئة غير جذابة للسياح، رغم ما يمتلكه من مواقع طبيعية وتراثية متميزة.
دعوات لإنشاء هيئة مستقلة للسياحة
دعا خبراء إلى إنشاء هيئة خدمية مستقلة للسياحة لتطوير برامج ومشاريع سياحية مستدامة، تأخذ بعين الاعتبار إعادة تأهيل المناطق المتضررة وإشراك المجتمع المحلي في حماية التراث وتحفيز الاستثمار السياحي بعد انتهاء الحرب.
استثمار ضعيف قبل الحرب وانكماش كامل بعد اندلاعها
أوضحت د. رانيا المأمون، الخبيرة الاقتصادية، أن السياحة قبل الحرب كانت تسهم بنسبة 2.3٪ من الناتج القومي بعد التعافي من جائحة كورونا، لكن بعد اندلاع الحرب تحولت هذه النسبة إلى صفر، مع توقف الرحلات الجوية وتعطل البنية التحتية، وانعدام الأمن في مختلف المناطق، ما أدى إلى ابتعاد المستثمرين وتجميد النشاط السياحي.
المستقبل السياحي مرتبط بالاستقرار
أكد الخبراء أن عودة السياحة في السودان مرتبطة مباشرة بتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، وإعادة تأهيل المعالم السياحية والمتاحف، إلى جانب تفعيل برامج تشاركية مع الأهالي لإحياء القطاع باعتباره رافداً اقتصادياً مهماً بعد الحرب. وأشادوا بجهود اليونسكو في حماية نحو 1700 قطعة أثرية، داعين إلى زيادة الدعم المحلي والدولي لتأهيل القطاع.