اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
توقعت الخبيرة في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والصحفية المصرية الدكتورة أماني الطويل أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من الانشقاقات داخل صفوف قوات الدعم السريع لصالح الجيش السوداني، مشيرة إلى أن المكونات العسكرية والسياسية داخل تحالف تأسيس بدأت تدرك طبيعة توازنات القوى الحالية في المشهد السوداني، وهو ما سيدفعها لإعادة تموضعها نحو المؤسسة العسكرية النظامية.
انشقاقات داخل الدعم السريع واحتمالات وقف النار
وقالت الطويل، في منشور لها، إن داعمي قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) سيعيدون حساباتهم خلال المرحلة المقبلة، في ظل الزخم الدولي المتزايد تجاه دعم الموقف المصري. وأكدت أن هذا التحول في ميزان المواقف الإقليمية قد يقود إلى وقف إطلاق نار قريب في السودان، رغم أن الترتيبات السياسية التي تلي الهدنة لا تزال بعيدة عن التنفيذ الفعلي حتى الآن.
التحركات المصرية في قلب المشهد السوداني
وفي سياق متصل، أوضحت الصحفية المصرية سمر إبراهيم أن زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة تحمل في طياتها تطورات مهمة على مستوى التحركات المصرية لإنهاء الحرب في السودان. ونقلت عن وزير الخارجية السوداني محي الدين سالم قوله إن هناك تطابقًا في وجهات النظر بين الرئيسين المصري والسوداني حول مبادرة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي أوقفت القتال في غزة، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة 'خلقت أجواء إيجابية يمكن أن تُستثمر لتحقيق سلام مستدام في المنطقة، بما في ذلك إيقاف الحرب في السودان'.
ترابط ملفات السودان وغزة في الحسابات الإقليمية
وبيّنت إبراهيم أن ملف الحرب في غزة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالملف السوداني، موضحة أن التحركات المصرية النشطة بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية الحالية قد تؤدي إلى نتائج إيجابية في ملفات إقليمية رئيسية تشمل سد النهضة والحرب في السودان. وأكدت أن القاهرة تعمل في الوقت الراهن على تعزيز دورها كوسيط إقليمي قادر على التأثير في معادلة الأمن والاستقرار في القرن الإفريقي والشرق الأوسط معًا.
البرهان في القاهرة.. زيارة حاسمة
وأضافت سمر إبراهيم أن زيارة الفريق البرهان لمصر تحمل انعكاسات سياسية كبرى على مستوى العلاقات الثنائية والتحركات الإقليمية، مؤكدة أن اجتماع الآلية الرباعية المرتقب سيكون محطة فاصلة في تحديد مسار الأزمة السودانية خلال المرحلة المقبلة، وأن القاهرة تتهيأ للعب دور محوري في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة.
عثمان ميرغني: الاستجابة للرباعية قد تكون مؤقتة
من جانبه، قال الصحفي السوداني عثمان ميرغني إن استجابة السودان لمقررات الآلية الرباعية قد تكون محاولة لكسب الوقت لا أكثر، مشيرًا إلى أن هذا النهج إن لم يكن مدروسًا جيدًا فقد يؤدي إلى زيادة عزلة السودان الدولية وفقدان ثقة الحلفاء الإقليميين والدوليين.
وأوضح ميرغني أن الموعد المحدد لاجتماع الرباعية في واشنطن لا يمنح السودان مساحة واسعة للمناورة، داعيًا الحكومة السودانية إلى موقف أكثر جرأة يتمثل في قيادة ما سماه بـ الآلية الخماسية بدلاً من أن تكون مجرد طرف متأثر بقرارات الرباعية.
السودان بين الرباعية والخماسية
وأكد ميرغني أن السودان يدفع الثمن الأكبر لهذه الأزمة، وأن من مصلحة القيادة السودانية أن تكون صاحبة المبادرة في استثمار الاهتمام الدولي بدلًا من أن تكون مجرد متلقٍ له. ودعا إلى أن يتولى السودان بنفسه قيادة المشهد عبر تحالف خماسي جديد يضم القوى الإقليمية الفاعلة، بما يمكنه من تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية لصالح الشعب السوداني.
انفتاح دبلوماسي ومفاوضات مع الإمارات
وأشار ميرغني في مقاله إلى أن انخراط السودان في مفاوضات ثنائية مباشرة مع دولة الإمارات العربية المتحدة يمكن أن يمنح جهود الرباعية الدولية دفعة قوية نحو التقدم.
وأضاف أن التنسيق المصري السعودي المشترك يمثل محورًا حاسمًا في قيادة دفة الحل السياسي في السودان، معتبرًا أن هذا التحرك المشترك قد يسهم في اختصار الوقت والجهد ويفتح الباب أمام مساعدات دولية وإقليمية محتملة في مرحلة ما بعد الحرب.