من نجا من الرصاص مات بالكوليرا.. أرقام مرعبة عن الوفيات والإصابات

متابعات – نبض السودان

كشفت تقارير صحية صادرة عن منظمات دولية وأخرى محلية، عن كارثة إنسانية جديدة تضرب السودان، حيث بلغ عدد وفيات الكوليرا خلال الأشهر الثلاثة الماضية أكثر من 500 حالة، فيما تم تسجيل ما يزيد عن 12 ألف إصابة مؤكدة، في وقت تعاني فيه البلاد من انهيار شبه كامل في النظام الصحي نتيجة الحرب المستمرة.

الوباء يفتك وسط غياب البنية الصحية

أوضحت التقارير أن الانتشار السريع لوباء الكوليرا يعزى إلى غياب خدمات الصرف الصحي، وتلوث مصادر المياه، وتكدّس السكان في مناطق النزوح والاحتماء. وأضافت أن الحرب أدّت إلى تدمير البنية التحتية الصحية، وتوقف مئات المرافق الطبية عن العمل، ما زاد من تفشي المرض وعجز السلطات الصحية عن الاستجابة السريعة.

مناطق منكوبة.. وتفاقم للوضع الصحي

تركّزت معظم الإصابات في ولايات النيل الأبيض، الجزيرة، وسنار، إلى جانب مناطق من الخرطوم ودارفور. وأعلنت بعض المنظمات الإنسانية أن الوضع في هذه الولايات بات يتطلب إعلانها كمناطق منكوبة صحياً، مشيرة إلى أن نقص الأدوية والمعينات الطبية يزيد من تعقيد المشهد.

تحذيرات من تصاعد الكارثة

من جانبها، أطلقت منظمات أممية تحذيرات جدّية من تصاعد الأزمة الصحية، متوقعة ارتفاع عدد الإصابات والوفيات خلال الأسابيع المقبلة، ما لم يتم التدخل الفوري لتوفير الدعم الطبي ومياه الشرب النظيفة. كما أشارت إلى أن العديد من مراكز الإيواء لا تتوفر فيها أبسط مقومات النظافة، ما يجعلها بيئة خصبة لانتشار الكوليرا والأوبئة الأخرى.

كارثة مزدوجة: الحرب والمرض

في بلد يعاني أصلاً من حرب طاحنة منذ أكثر من عام، يأتي وباء الكوليرا ليضاعف معاناة السكان، ويضيف بعدًا إنسانيًا جديدًا للأزمة. فبينما يفرّ الناس من نيران الحرب، يجدون أنفسهم في مواجهة موت آخر، لا يقل شراسة ولا رحمة.