حدث كبير بين قبيلة سودانية وقبائل أفريقيا الوسطى

​متابعات- نبض السودان

​اختتمت اليوم 'الخميس' الموافق للحادي والثلاثين من أكتوبر 2025 فعاليات مؤتمر الصلح الأهلي الذي انعقد بمدينة أم دافوق في جمهورية أفريقيا الوسطى، وقد جمع هذا المؤتمر قبيلة التعايشة السودانية وقبائل الجوار في أفريقيا الوسطى، وهو يهدف إلى وضع حدّ نهائي لأعمال العنف الأهلي التي شهدتها المنطقة الحدودية مؤخراً.

​إدانة وتعويض عن مجازر استمرت أربعة أشهر

​وتشهد المنطقة الحدودية منذ شهر يونيو الماضي أعمال عنف أهلي بين قبيلة الكارا في أفريقيا الوسطى، وقبيلة التعايشة السودانية، وهي أعمال تسببت في مقتل العشرات ونزوح المئات من كلا الطرفين، إلى جانب منع عبور الرعاة السودانيين إلى أراضي جمهورية أفريقيا الوسطى لأول مرة منذ سنوات طويلة. وقد أقرت وثيقة الصلح التي وقع عليها الطرفان 'الخميس' في مدينة أم دافوق الأفريقية، أن كافة حوادث القتل والنهب والسرقات وحرق المنازل والمزارع التي وقعت خلال الفترة من 13 يونيو وحتى 26 أكتوبر 2025 تُوجب الإدانة والتعويض.

​الديات بالعرف السائد وأقساط السداد

​واتفق الطرفان على أن كافة حوادث القتل والأعمال العدائية، والتي تشمل النهب والحرق والتعذيب خلال الفترة المحددة، تحل بدفع الديات وفق العرف السائد والمعمول به بين الطرفين، وأقرت الوثيقة أن الديات والتعويضات وجبر الضرر التي تمت فيها المصالحة تدفع عبر العرف السائد بين الطرفين على ثلاثة أقساط، وعلى الطرفين الالتزام بسداد هذه الدفعات خلال الفترة المحددة. وقد أسقط المؤتمر الخسارات والتعويضات وجبر الضرر في النزاع خلال الفترة المحددة التي كانت تشمل المزارع، والمواشي، وعلاج الجرحى، والمنازل، والمبالغ المالية.

​شروط صارمة لعبور الرعاة السودانيين

​وأوصى المؤتمر بتكوين آلية مراقبة مشتركة من الطرفين ولجنة الوساطة، على أن تكون هذه الآلية تحت إشراف بعثة حفظ السلام الأممية في جمهورية أفريقيا الوسطى، وذلك بهدف تسهيل التنقل والدعم اللوجستي، وألزمت الوثيقة الرعاة السودانيين العابرين للحدود بعدم حمل السلاح بشكل مطلق، وعدم ارتداء الزي العسكري، وعدم استخدام الدراجات النارية، علاوة على ضرورة الالتزام التام بالقوانين والإجراءات المحلية في أفريقيا الوسطى، إلى جانب دفع كل أنواع الرسوم والضرائب المحلية. وبموجب التوقيع على وثيقة الصلح، سيتم السماح للرعاة بالدخول إلى أراضي أفريقيا الوسطى مع الالتزام بمقررات الاتفاق والتوصيات المذكورة.

​دية الكارا والقتلى برصاص القوات الروسية

​وبحسب ما ذكرته لجنة الوساطة، فإنه على قبيلة التعايشة دفع دية 21 شخصاً لقبيلة الكارا، بينما التزم الكارا بدفع دية 5 قتلى فقط من قتلى قبيلة التعايشة البالغ عددهم 13 قتيلاً، مشيرة إلى أن الكارا رفضوا دفع دية 8 من قتلى التعايشة تم قتلهم على يد القوات الروسية في المنطقة. ووفقاً للعرف الأهلي السائد بين الطرفين، فإن دية الشخص الواحد تُقدر بخمسة وأربعين (45) رأساً من البقر، وتُقدر البقرة الواحدة بخمسمائة ألف جنيه. وقال مقرر لجنة الوساطة، محمد جبريل البشاري، في تصريحات صحفية، إن المؤتمر عُقد بحضور بعثة السلام الأممية في أفريقيا الوسطى، وحضور لجان من الطرفين، وممثلين للجهات الرسمية.