اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٦ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
تشهد منطقة دار سميات بشرق الفاشر في ولاية شمال دارفور أوضاعًا إنسانية مأساوية بفعل أزمة عطش حادة تهدد حياة المئات من الأسر وقطعان الثروة الحيوانية. وتتفاقم الأزمة يومًا بعد يوم في ظل شح المياه وغياب الحلول العاجلة، ما ينذر بكارثة بيئية وصحية متصاعدة، خصوصًا بعد ظهور وباء غامض فتّاك تسبب في نفوق أعداد كبيرة من الحمير والخيول، ما زاد من معاناة السكان في التنقل وجلب المياه.
16 قرية في قبضة العطش.. ومعاناة البحث عن الماء
أفاد مواطنون من بلدة 'قلقي' والقرى المجاورة لها بمنطقة دار سميات لـ(دارفور24) أنهم يواجهون أوضاعًا قاسية في الحصول على المياه، حيث يضطرون إلى قضاء أكثر من عشر ساعات يوميًا بحثًا عنها. وأوضح المواطن أنور محمد عبد الله أن أكثر من 16 قرية في المنطقة تعيش أزمة عطش خانقة تدفع الأهالي إلى قطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام في ظل غياب وسائل التنقل بعد نفوق الدواب.
الوباء الغامض يزيد محنة السكان
في مشهد أكثر مأساوية، كشفت المواطنة سمية يعقوب من حلة عبد الله أن القرية شهدت خلال الفترة الأخيرة انتشار وباء غامض أدى إلى نفوق الحمير والخيول، ما فاقم أزمة التنقل وجعل مهمة البحث عن المياه أكثر صعوبة. ووجهت سمية نداءً عاجلًا للمنظمات الإنسانية العاملة في مجال المياه للتدخل الفوري وإنقاذ أرواح الأهالي الذين يواجهون خطر العطش والموت البطيء.
شح المياه.. حقيقة جغرافية ومعاناة متجددة
أكد عبد الشافع عبد الله آدم، مدير مشروع المياه بشمال دارفور، في تصريح لـ(دارفور24) أن أزمة المياه في مناطق دار سميات تعود إلى طبيعة المنطقة الجيولوجية التي تقع ضمن نطاق الصخور الأساسية، ما يجعل حفر الآبار واستخراج المياه مهمة بالغة الصعوبة، خاصة في فصل الصيف الذي يضاعف من وطأة المعاناة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الكثافة السكانية.
وعود بمياه مستقرة مستقبلاً
أشار عبد الشافع إلى أن المناطق الجنوبية المتاخمة لحوض ساق النعام ومناطق لوابد وأب زق قد تتمتع بمياه آمنة ومستقرة مستقبلًا حال تنفيذ مشروع مد شبكات المياه الريفية من الأحواض الجوفية. إلا أن المناطق الوسطى الصخرية ستظل رهينة للمضخات اليدوية والحفائر، ما يزيد من شدة الأزمة خلال فصل الصيف.
الحرب توقف جهود الصيانة
أوضح مدير مشروع المياه أن إدارة المياه كانت قد شرعت في تنفيذ خطوات استباقية لصيانة المضخات اليدوية وتأهيل السدود والحفائر استعدادًا لفصل الصيف. غير أن اندلاع الحرب أوقف تلك الجهود، ما فاقم الوضع الإنساني وأدخل آلاف الأسر في دائرة العطش والمعاناة اليومية.
دعوة عاجلة للمنظمات الإنسانية
وجه الأهالي والمسؤولون المحليون نداءً مفتوحًا للمنظمات الإنسانية والجهات المعنية بضرورة التدخل السريع لإنقاذ الموقف عبر توفير حلول عاجلة لمشكلة المياه، وصيانة البنى التحتية المائية المدمرة، والعمل على وقف انتشار الوباء الغامض الذي أودى بحياة الدواب وعطّل قدرة السكان على جلب المياه.