اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٤ حزيران ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في تطور خطير يعكس حجم التحديات البيئية التي تواجهها مصر، حذرت وزيرة البيئة المصرية، الدكتورة ياسمين فؤاد، من سيناريوهات كارثية تهدد مدينة الإسكندرية ودلتا النيل بالغرق الكامل، مؤكدة أن الحكومة المصرية تتعامل مع هذا التهديد المتصاعد بجدية واستراتيجية طويلة الأمد.
تصريحات نارية من وزيرة البيئة بشأن مستقبل الإسكندرية والدلتا
في حوار خاص مع الإعلامية لميس الحديدي، أكدت الوزيرة أن هناك سيناريوهين متباينين ترسمهما الدراسات العلمية حول مصير الإسكندرية والدلتا، أحدهما متشائم يتوقع غرقًا كليًا بحلول عام 2100، والآخر متفائل يشير إلى أضرار جسيمة في مناطق محددة.
وأضافت أن الحكومة لا تستهين بأي من السيناريوهين، وتتعامل مع التحديات البيئية المتصاعدة من خلال تنفيذ استراتيجيات شاملة للحماية والتخطيط الحضري الذكي، فضلاً عن العمل على تقليل الضغط السكاني على منطقة الدلتا.
مشاريع وقائية ضخمة لحماية السواحل المصرية
أوضحت الوزيرة أن الدولة المصرية بدأت منذ سنوات تنفيذ إجراءات لحماية السواحل من تأثيرات التغيرات المناخية، تشمل إنشاء سدود طبيعية ونظم إنذار مبكر، إلى جانب خطة طموحة لبناء 16 مدينة عمرانية جديدة في الصحراء بهدف استيعاب الزيادة السكانية وتخفيف العبء عن مناطق الخطر.
وشددت على أن هذه المدن ليست مجرد توسعات عمرانية، بل مواقع استراتيجية لاحتواء التحولات السكانية الناتجة عن ارتفاع منسوب البحر الأبيض المتوسط، الذي يتوقع العلماء أن يهدد ثلث أراضي الدلتا بالإغراق.
هزات أرضية تزيد القلق حول هشاشة المناطق الساحلية
في سياق موازٍ، شهدت البلاد أخيرًا هزات أرضية خفيفة ضربت مناطق في البحر الأحمر ومطروح والجيزة، ورغم تطمينات المعهد القومي للبحوث الفلكية بشأن عدم وجود خطورة آنية، إلا أن هذه الهزات تعكس هشاشة البنية الجيولوجية في مواجهة التغيرات البيئية.
تمويل دولي مطلوب وتكنولوجيا حديثة لمواجهة الكارثة
أكدت الوزيرة أن مصر بحاجة إلى تمويل دولي أكبر وتكنولوجيات متطورة لتأمين سواحلها، مشيرة إلى أن مواجهة سيناريوهات التغير المناخي تتطلب تعاونًا عالميًا، خاصة في ظل محدودية الموارد المائية والضغوط السكانية التي تعاني منها مصر.
وأعلنت أن مصر أطلقت خريطة تفاعلية شاملة لرصد تأثيرات التغير المناخي حتى عام 2100، لتكون بمثابة أداة علمية دقيقة تُستخدم في صياغة السياسات المستقبلية وخطط الاستعداد الشامل.
مشروعات خضراء وطاقة متجددة ضمن الخطة الوطنية
أشارت الوزيرة إلى أن استراتيجية حماية السواحل تتضمن تنفيذ مشاريع خضراء مثل زراعة المسطحات الخضراء، وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة، إضافة إلى استكمال حماية 60% من إجمالي 69 كيلومترًا من سواحل الدلتا، وذلك ضمن رؤية شاملة لمواجهة آثار الاحتباس الحراري.
تحذيرات دولية تدق ناقوس الخطر
استرجعت الوزيرة تحذيرات رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، خلال قمة المناخ 'كوب 26' عام 2021، حين صرح أن مدينة الإسكندرية قد تختفي في المستقبل القريب بسبب التغيرات المناخية، وهي تصريحات أثارت ضجة واسعة في الأوساط المصرية والعربية.
كما أشارت إلى دراسات صادرة عن المكتب الإقليمي لعلوم الفضاء التابع للولايات المتحدة، والتي حذرت منذ عام 2021 من أن دلتا النيل قد تفقد نصف مساحتها بحلول 2100 إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جذرية لمواجهة التغيرات المناخية.
دراسة دولية حديثة تكشف انهيارات مقلقة في الإسكندرية
أظهرت دراسة علمية نُشرت مؤخرًا في مجلة Earth’s Future عام 2025، أن الإسكندرية شهدت زيادة كبيرة في انهيارات المباني الساحلية خلال العقدين الماضيين بسبب التآكل وارتفاع منسوب البحر، وهو ما يعكس خطورة الأوضاع على الأرض.
تشكيك علمي وتحذير من الاستهانة
ورغم التحذيرات الدولية، شكك بعض الخبراء المحليين، مثل الدكتور جاد القاضي، الرئيس السابق للمعهد القومي للبحوث الفلكية، في حتمية هذه التوقعات، مشيرًا إلى أن الحاجز البحري الجيري الذي تقع عليه الإسكندرية قد يوفر حماية طبيعية ضد الغرق.
مع ذلك، أكدت الوزيرة أن الحكومة تتعامل مع هذه الدراسات والتحذيرات بجدية بالغة، دون تهوين أو تهويل، وتسعى إلى تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.
استراتيجية المناخ 2050.. خارطة طريق مصرية للمستقبل
أوضحت الوزيرة أن الحكومة المصرية أطلقت الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، والتي ترتكز على خمسة أهداف رئيسية، تشمل تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية، وتقليل الانبعاثات، وتطوير بنية تحتية مقاومة للمناخ، والتوسع في الاقتصاد الأخضر، وتحسين الوعي المجتمعي والبحث العلمي في هذا المجال.
وأكدت أن هذه الاستراتيجية تمثل خارطة طريق للمستقبل، وتضمن جاهزية الدولة لأي تطورات مناخية قادمة، مع تأكيد أهمية الالتزام الدولي بتعهداته تجاه الدول النامية.
الإسكندرية والدلتا.. خط الدفاع الأول ضد التغيرات المناخية
تمثل مدينة الإسكندرية ودلتا النيل قلب مصر النابض، حيث تُعد الإسكندرية ثاني أكبر مدن البلاد، وأكبر موانئها البحرية، بينما تمثل دلتا النيل محور الإنتاج الزراعي والغذائي، ويقطنها نحو 90% من سكان مصر، ما يجعلها خط الدفاع الأول والأهم في معركة التغيرات المناخية.
وفي ظل تزايد المخاوف من ذوبان الجليد وارتفاع منسوب البحر، تؤكد الدولة المصرية أنها لن تسمح بأن تبتلع مياه البحر مدنها الساحلية، وأنها مستعدة لكل السيناريوهات، مهما كانت كارثيتها.