اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
شهدت مدينة بورتسودان صباح اليوم حادثة مأساوية أسفرت عن مقتل نظامي من أفراد الخلية الأمنية، إثر إصابته بعيار ناري أطلقه زميله عن طريق الخطأ أثناء محاولة إيقاف سائق تكتك 'ركشة' رفض الامتثال لأوامر نقطة الارتكاز الأمني في أحد أحياء المدينة.
تفاصيل الحادث المؤلم
وبحسب المعلومات الواردة، فإن الحادث وقع خلال تنفيذ إجراءات تفتيش وتأمين روتينية نفذها أفراد الارتكاز الأمني ضمن خطة لتأمين المدينة ومراقبة حركة المركبات، حيث طلبت القوة من سائق الركشة التوقف لإجراء التفتيش المعتاد، غير أن الأخير رفض الانصياع وانطلق بسرعة عالية محاولاً الهروب من المكان.
في تلك اللحظة، حاول أحد أفراد القوة إيقاف المركبة بالوقوف أمامها لإجبار السائق على التوقف، بينما قام زميله بإطلاق طلقة نارية باتجاه الركشة في محاولة لشل حركتها، إلا أن الطلقة أصابت النظامي الذي كان يقف أمام المركبة مباشرة، ما أدى إلى وفاته في الحال متأثراً بجراحه البليغة.
التحقيقات تبدأ فوراً بعد الحادث
ووفقاً لما أورده موقع المرسى نيوز، فقد تم التحفظ على مطلق النار فور وقوع الحادث، بينما نُقل جثمان الشهيد إلى المشرحة لاستكمال الإجراءات القانونية والطبية.
وأكدت الجهات المختصة فتح تحقيق عاجل وشامل لمعرفة ملابسات الواقعة وتحديد المسؤوليات بدقة، مشددة على أن القانون سيأخذ مجراه دون أي استثناء، وأن التحقيق سيشمل مراجعة قواعد التعامل الأمني في نقاط التفتيش لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث.
السلطات تناشد المواطنين التعاون مع القوات الأمنية
وفي أعقاب الحادث، ناشدت السلطات الأمنية جميع المواطنين بضرورة الالتزام بالتعليمات الأمنية والاستجابة لأوامر القوات النظامية المنتشرة في نقاط التفتيش والارتكازات الأمنية بالمدينة، مشيرة إلى أن تلك الإجراءات تأتي ضمن خطة لتأمين بورتسودان وضبط المجرمين ومنع الفوضى.
وشددت السلطات على أن التجاوب مع التعليمات الأمنية واجب وطني يهدف إلى حماية الأرواح والممتلكات والحفاظ على الأمن العام في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد.
بورتسودان.. العاصمة المؤقتة وحساسية الوضع الأمني
وتشهد مدينة بورتسودان خلال الفترة الأخيرة تشديداً أمنياً ملحوظاً، كونها العاصمة الإدارية المؤقتة ومقر الحكومة الحالية، حيث تنتشر الارتكازات الأمنية ونقاط التفتيش في مختلف أنحاء المدينة.
وتعمل الخلية الأمنية المشتركة في بورتسودان على تنفيذ حملات تفتيش دقيقة داخل الأحياء، تستهدف ضبط المشتبه فيهم وأصحاب السوابق والجرائم، ضمن جهود مستمرة لتعزيز الأمن والاستقرار ومنع أي محاولات لزعزعة النظام العام.
تكرار حوادث مشابهة
ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، إذ شهدت بورتسودان خلال الأشهر الماضية عدداً من الحوادث المشابهة التي جمعت بين المواطنين وأفراد القوات النظامية في نقاط التفتيش، ما يعكس حساسية الوضع الأمني وضرورة تحسين أساليب التواصل الميداني بين القوات والمواطنين لتجنب سقوط ضحايا بسبب سوء التقدير أو الارتباك في الميدان.
دعوات لمراجعة آليات ضبط إطلاق النار
وطالب عدد من النشطاء والمراقبين بضرورة إعادة تقييم ضوابط استخدام السلاح في الارتكازات الأمنية، مؤكدين أن إطلاق النار يجب أن يكون الخيار الأخير بعد استنفاد كافة الوسائل الأخرى، خاصة في المناطق المأهولة بالسكان التي قد يؤدي فيها أي خطأ إلى خسائر مؤسفة كما حدث في هذه الواقعة.
تفاعل واسع مع الحادث على مواقع التواصل
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي في السودان تفاعلاً واسعاً مع الحادث، حيث عبّر مواطنون عن حزنهم الشديد وتعاطفهم مع أسرة الشهيد وزملائه، مؤكدين في الوقت ذاته ضرورة التحقيق الجاد والمحاسبة العادلة، مع الدعوة إلى تدريب أفضل لعناصر الأمن على ضبط النفس في المواقف الميدانية الحساسة.
الأمن مسؤولية مشتركة
وأكدت مصادر أمنية في المدينة أن الحفاظ على الأمن مسؤولية مشتركة بين المواطنين والقوات النظامية، مشيرة إلى أن التعاون والتفهم بين الطرفين يمثلان حجر الأساس لتأمين العاصمة المؤقتة وحماية السكان من أي تهديدات.