اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشف ضحايا وشهود عيان وعاملون في الإغاثة لموقع 'ميدل إيست آي' أن مقاتلي مليشـ يا الدعـ م السـ ريع أجبروا المدنيين النازحين في شمال دارفور على التبرع بالدم بالقوة.
روايات مؤلمة لضحايا تعرضوا لسحب الدم بالإكراه
وقال آدم، 35 عاماً، من سكان مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، التي استولت عليها المليشيا في أواخر أكتوبر الماضي، إنه تمت تغطية عينيه بعصابة، وأدخل المقاتلون إبرة في يده وسحبوا دمه. وأضاف آدم: 'لم أعرف كمية الدم التي أخذوها. كنت خائفاً من أن يأخذوا كل دمي وأموت، لكن لم يكن لدي أي وسيلة للمقاومة أو الهروب، كنت مقيداً وكان هناك جنود مسلحون في الخارج، جاهزون لقتل أي شخص'.
احتجاز في منزل قائد المليشيا وتحويله إلى بنك دم مؤقت
بعد اعتقاله قرب مطار الفاشر في 26 أكتوبر، قال آدم إنه احتُجز أولاً في أحد المستشفيات ثم نُقل إلى منزل قائد قوات المليشـ يا، حيث مكث أسبوعاً. وخلال تلك الفترة، تم سحب الدم منه، واكتشف أن المنزل يعمل كبنك دم مؤقت. وأضاف: 'رأيت حاويات مليئة بالدم في مكان يشبه عيادة صغيرة. كان هناك أكثر من 50 شخصاً يُسحب دمهم، جميعهم من الفارين من الفاشر'.
أعمال قسرية وفدية مقابل إطلاق السراح
في المنزل نفسه، اضطر آدم، والعديد من الأسرى الآخرين، للقيام بالأعمال المنزلية مثل الطهي والتنظيف وغسيل الملابس للمقاتلين. وبعد أسبوع من الاحتجاز، طُلب منهم دفع فدية مقابل إطلاق سراحهم، لكن بعض الأسرى اضطروا لدفع الفدية أكثر من مرة. وفي النهاية تمكن آدم واثنان آخران من الهروب ليلاً إلى مدينة طويلة غرب الفاشر، حيث التقى فريق ميدل إيست آي.
سحب الدم على الطرقات من الهاربين نحو طويلة
لم يقتصر سحب الدم على مراكز الاحتجاز، إذ أفاد ضحايا وعاملون في الإغاثة بأن مليشيا الدع-م الس-ريع اعتقلت أشخاصاً على الطريق بين الفاشر وطويلة وسحبت دماءهم هناك مباشرة. وقال أحدهم: 'ربطونا بالحبال وسحبوا دماءنا، كانوا يضحكون ويقولون لنا: أنتم عبيد، لا تقلقوا، لن تموتوا، نحن بحاجة لهذا لجنودنا'.
شهادات تؤكد ممارسات ممنهجة منذ سقوط الفاشر
وأكد عدد من العاملين في الإغاثة محلياً ودولياً أن سحب الدم من المدنيين هو ممارسة منتظمة منذ سقوط الفاشر. وقال أحد العاملين في دارفور: 'إنها واحدة من أكثر أعمال مليشيا الدعـ م السـ ريع وحشية. يعتقلون من يحاول الفرار من الفاشر ويسحبون دماءهم، ويعانون من العطش والجوع وشاهدوا فظائع لن ينسوها'.
استمرار الانتهاكات قبل وبعد سقوط المدينة
كما أشار عامل إغاثة دولي إلى أن هذه الممارسات كانت تحدث أيضاً في مخيم زمزم للنازحين قبل سقوط الفاشر، وأنها استمرت بعد الاستيلاء على المدينة، دون القدرة على توثيق كل الانتهاكات التي وقعت في المدينة ومحيطها.


























