اخبار السودان
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ٥ حزيران ٢٠٢٥
تشويش إشارات 'GPS' يربك المستخدمين في البحر الأحمر ويثير مخاوف من حرب إلكترونية صامتة
في الأيام الأخيرة أبلغ مستخدمون في جدة والمناطق الساحلية غرب السعودية عن ظاهرة غريبة، تمثلت في ظهور مواقعهم على تطبيقات مثل خرائط Google وكأنهم في السودان أو في عرض البحر الأحمر، على رغم وجودهم الفعلي داخل مدينة جدة.
هذه الحالات، التي تكررت بصورة لافتة، أعيد للواجهة ملف تزييف وتشويش إشارات نظام تحديد المواقع العالمي 'GPS'، وهي قضية لم تعد مقصورة على الحروب العسكرية أو ساحات المعارك الإلكترونية، بل باتت تؤثر في المدنيين في لحظاتهم اليومية.
نظام 'GPS'، الذي تعتمد عليه الهواتف الذكية وتطبيقات الملاحة والطيران والنقل البحري، يعمل على استقبال إشارات دقيقة من الأقمار الاصطناعية، إلا أن هذه الإشارات قابلة للتشويش (Jamming) أو التزييف (Spoofing) في حالة التشويش، وترسل إشارات قوية لإرباك الأجهزة ومنعها من استقبال الإشارة الأصلية، بينما في حالة التزييف تبث إشارات مزيفة تقنع الجهاز بموقع وهمي مختلف كلياً عن الواقع.
هذه التقنية تستخدم في بعض الأحيان ضمن ما يعرف بـ'الحرب الإلكترونية' للتأثير في حركة السفن والطائرات والمركبات، لكن تزايد ظهورها في حياة المدنيين يطرح تساؤلات عميقة.
وتشير تقارير أخرى من 'NAVCEN'، المركز الوطني الأميركي للملاحة، إلى أن البحر الأحمر بات يشهد نشاطاً متزايداً في التشويش والتزييف، بما في ذلك مناطق مثل ينبع ومضيق باب المندب.
خلل في 'GPS'
قال المحرر التقني في 'اندبندنت عربية' عبدالله السبع ،' إن سكان جدة يواجهون في الأيام الأخيرة مشكلة في تغير التوقيت على أجهزتهم، إضافة إلى ظهور مواقعهم وكأنهم في السودان، وهو ما يعتقد أنه ناتج من خلل في نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
وأوضح السبع أن مشكلة الوقت يمكن حلها بسهولة من خلال الدخول إلى 'الإعدادات'، ثم 'عام'، وبعدها اختيار 'الوقت والتاريخ'، وتعطيل 'الإعداد التلقائي'، ومن ثم تحديد المنطقة الزمنية يدوياً على 'جدة'، وبهذا تضبط الساعة بصورة صحيحة.
أما مشكلة الموقع الجغرافي (Location)، فأشار إلى أنه 'للأسف، لا يمكن حلها يدوياً في الوقت الحالي'، لكن تصحيح الوقت يساعد المستخدمين في تقليل الارتباك اليومي لحين معالجة الخلل من الجهات المختصة.
حتى في لبنان
أما في لبنان فتكررت خلال الأشهر الماضية شكاوى من سكان وصحافيين بخصوص ظهور مواقعهم الجغرافية في تطبيقات الملاحة وكأنهم داخل الحدود الأردنية أو السورية، على رغم وجودهم في بيروت أو جنوب لبنان.
صحيفة 'Breaking Defense' الأميركية نقلت عن خبراء أن ما يحصل على الأرجح هو نوع من التزييف المتعمد لإشارات GPS، يستخدم في سياق الصراع بين إسرائيل و'حزب الله'، ويهدف إلى إرباك التحركات الميدانية أو تعطيل تغطية الصحافيين، في المقابل لم تعلن أية جهة رسمية مسؤوليتها عن هذه التداخلات.
وفي إسرائيل كشفت صحيفة 'وول ستريت جورنال' عن أن الجيش الإسرائيلي قام في أبريل (نيسان) 2024 بتفعيل آليات تشويش على إشارات GPS في مناطق عدة، بينها تل أبيب، تحسباً لهجوم جوي إيراني محتمل. ما حصل فعلياً أن سكاناً في تل أبيب ظهروا على تطبيقات الملاحة وكأنهم في بيروت أو دمشق، في خطوة وصفتها الصحيفة بأنها 'دفاع إلكتروني وقائي'، لكنه أثار الجدل حول حدود استخدام هذه الوسائل داخل المجال المدني.
خطوات بسيطة لحل مشكلات تحديد الموقع
في ظل تكرار ظهور مواقع المستخدمين في أماكن غير صحيحة مثل السودان أو البحر الأحمر، ينصح خبراء التقنية باتباع خطوات بسيطة لتحسين دقة الموقع، خصوصاً عند استخدام تطبيقات الملاحة مثل خرائط Google من هذه الخطوات وهي إعادة تشغيل الهاتف، أو تشغيل وإيقاف وضع الطيران، أو تحديث التطبيق إلى آخر إصدار.
وربما يفيد الاتصال بشبكة Wi-Fi في تحسين تحديد الموقع، خصوصاً داخل المدن. ولو استمرت المشكلة، يمكن الإبلاغ عنها من داخل التطبيق نفسه عبر خيار 'الإبلاغ عن خطأ'، وهي ميزة تتيح للمستخدمين مشاركة المشكلات الجغرافية مع Google بصورة مباشرة.
تواصلت 'اندبندنت عربية' مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) للاستفسار حول شكاوى مستخدمين في جدة واجهوا خللاً في تحديد مواقعهم الجغرافية عبر تطبيقات الملاحة، إذ ظهرت مواقعهم وكأنهم في السودان. وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يصل إلينا رد رسمي من الهيئة.