اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشفت مصادر ميدانية عاملة في الحقل الإنساني بولاية غرب دارفور، عن قيام مليشيا الدعم السريع باعتقال موظف سوداني يعمل لدى منظمة “أطباء بلا حدود” الإسبانية، وذلك بتهمة التخابر مع قوات الجيش السوداني، في واقعة أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الإنسانية والسياسية على حد سواء.
خلفية الاعتقال وأحداث الجنينة الأخيرة
ويأتي هذا الاعتقال في ظل توترات ميدانية متصاعدة بمدينة الجنينة، بعد أن شنت مسيرات تابعة للجيش السوداني غارات جوية استهدفت مقر الأمانة العامة لحكومة ولاية غرب دارفور، ما أسفر عن تدمير أجزاء من المبنى، إلى جانب استهداف سيارة رئيس الإدارة المدنية تجاني الطاهر كرشوم، الذي نجا من الحادث فيما قُتل ثلاثة من حراسه الشخصيين، بحسب دارفور24.
رسالة صوتية تثير الشبهات
وبحسب المصادر، فإن الموظف الذي تم اعتقاله انتشرت له رسالة صوتية على مواقع التواصل الاجتماعي، تحدث فيها بالتفصيل عن القصف الذي طال مدينة الجنينة وعدد من مدن الإقليم مثل سرف عمرة والزرق، مشيرًا إلى أن الهجمات الجوية تسببت في إصابة رئيس الإدارة المدنية وعدد من المدنيين، وهو ما اعتبرته مليشيا الدعم السريع دليلًا على ارتباطه الوثيق بمصادر عسكرية داخل الجيش السوداني.
تحقيقات موسعة من قبل مليشيا الدعم السريع
وأكدت المصادر أن عملية الاعتقال تمت في نهاية الأسبوع الماضي، حيث اقتيد الموظف إلى جهة غير معلومة، فيما باشرت مليشيا الدعم السريع تحقيقات موسعة معه بتهمة التخابر مع قيادات بارزة في الجيش السوداني، وسط أنباء عن مراقبة المزيد من العاملين في المنظمات الدولية العاملة بالإقليم. وتوقعت المصادر أن تتسع دائرة التحقيق لتشمل موظفين آخرين يشتبه في تواصلهم مع أطراف عسكرية متنازعة.
خلفية الموظف وعلاقته السابقة بالجيش
وأشارت التقارير إلى أن الموظف المعتقل كان في السابق جنديًا في صفوف الجيش السوداني قبل أن يترك الخدمة العسكرية ويلتحق بالعمل الإنساني ضمن منظمة “أطباء بلا حدود”، وهو ما أثار اهتمام مليشيا الدعم السريع، التي اعتبرت تاريخه العسكري السابق سببًا كافيًا لتكثيف التحقيق معه، خاصة في ظل تصاعد الاتهامات بشأن تسريب معلومات حساسة من داخل المناطق التي تسيطر عليها القوات.
تداعيات الحادث على العمل الإنساني في دارفور
ويخشى مراقبون من أن يؤدي هذا الاعتقال إلى مزيد من التوتر بين مليشيا الدعم السريع والمنظمات الإنسانية العاملة في دارفور، خاصة في ظل الاتهامات المتكررة بتضييق الخناق على الأنشطة الإنسانية ومنع وصول المساعدات إلى المحتاجين في مناطق النزاع. كما عبرت بعض المنظمات الدولية في وقت سابق عن قلقها من تدهور الوضع الأمني الذي يهدد سلامة موظفيها ويعيق عملها في توصيل الإغاثة والخدمات الطبية للمتضررين.
منظمات دولية تراقب الوضع عن كثب
وأفادت مصادر من داخل المجتمع الدولي أن بعثات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية العاملة في السودان تتابع عن كثب تفاصيل هذا الحادث، وسط مطالبات متزايدة بالكشف عن مكان احتجاز الموظف وضمان سلامته القانونية، مؤكدين أن أي اعتقال للعاملين في المجال الإنساني يجب أن يتم وفقًا للمعايير الدولية التي تحميهم أثناء تأدية واجبهم.
مخاوف من اتساع رقعة الصراع الاستخباراتي
ويرى محللون أن اتهام موظف في منظمة دولية بالتخابر مع الجيش السوداني يعكس تصاعد الحرب الاستخباراتية بين الطرفين، ويشير إلى دخول المنظمات العاملة في المجال الإنساني ضمن دائرة الاشتباه الأمني، وهو ما قد يؤثر سلبًا على جهود الإغاثة ويزيد من تعقيد الأوضاع الميدانية في الإقليم الذي يعاني من انهيار واسع في الخدمات الأساسية.
دعوات للإفراج الفوري والتحقيق المستقل
وطالبت منظمات حقوقية سودانية ودولية بضرورة الإفراج الفوري عن الموظف المعتقل أو تقديمه لمحاكمة عادلة تتسم بالشفافية، محذّرة من أن استخدام تهم “التخابر” ضد العاملين في المجال الإنساني قد يؤدي إلى تقويض الثقة بين القوات المسيطرة والمنظمات الدولية، ويزيد من عزلة السودان في الأوساط الإنسانية العالمية


























