اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٤ أيار ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في قفزة علمية مدهشة قد تغير مفاهيم الإدراك البشري، نجح باحثون في تطوير عدسات لاصقة متطورة تمنح مرتديها ما يُعرف بـ'الرؤية الفائقة'، وذلك بتمكينهم من رؤية ضوء الأشعة تحت الحمراء، وهو جزء غير مرئي من الطيف الكهرومغناطيسي، لا تدركه العين البشرية بالوسائل الطبيعية.
رؤية الأشعة تحت الحمراء بدون طاقة
الميزة الثورية لهذه العدسات الجديدة تكمن في كونها شفافة تمامًا ولا تحتاج إلى أي مصدر طاقة خارجي لتعمل، على عكس نظارات الرؤية الليلية التقليدية. هذا يعني أن مرتدي العدسة يمكنه رؤية ضوء الأشعة تحت الحمراء إلى جانب الألوان المرئية العادية في الوقت ذاته، وهو ما يُعد تحولًا نوعيًا في التكنولوجيا البصرية القابلة للارتداء.
رؤية جديدة للعالم
البروفيسور 'تيان شيويه'، عالم الأعصاب بجامعة العلوم والتكنولوجيا في الصين، قال إن هذا الابتكار يفتح الباب أمام مجموعة من الأجهزة القابلة للارتداء مثل النظارات والعدسات التي تمنح الإنسان قدرات بصرية خارقة تتخطى القدرات الطبيعية. وأشار إلى أن هذه التقنية ستُسهم أيضًا في مساعدة المصابين بعمى الألوان عبر إعادة تشكيل تجربة رؤيتهم للعالم المحيط.
فتح علمي يغير المفاهيم
هذا التطور يُمثل أحدث إنجاز ضمن جهود متواصلة يسعى من خلالها العلماء لتوسيع نطاق الرؤية البشرية الذي يُعد محدودًا بطبيعته. إذ لا يُشكل الجزء الذي تستطيع العين البشرية رؤيته من الطيف الكهرومغناطيسي سوى أقل من جزء من مئة في المئة منه.
الدكتور 'يو تشيان ما'، الباحث المشارك في المشروع، أوضح أن أكثر من نصف طاقة الإشعاع الشمسي تأتي على شكل ضوء تحت أحمر، وهي طاقة لا يمكن للبشر رؤيتها أو إدراكها بشكل مباشر، ما يجعل الاستفادة منها عبر العدسات اللاصقة أمرًا بالغ الأهمية.
البشر أمام بوابة رؤية لا مثيل لها
الضوء المرئي للبشر يتراوح طوله الموجي بين 400 و700 نانومتر، وهي شريحة ضيقة مقارنة بما تستشعره بعض الكائنات الأخرى. فبينما تستطيع بعض الطيور والنحل والرنة والفئران رؤية الأشعة فوق البنفسجية، تستشعر الثعابين والخفافيش مصاصة الدماء الإشعاع الحراري (الأشعة تحت الحمراء) لمساعدتها في الصيد والتوجيه.
التقنية المحورية: جسيمات النانو التحويلية
لتوسيع الرؤية البشرية، ابتكر العلماء ما يُعرف بجسيمات النانو التحويلية، وهي جسيمات قادرة على امتصاص الأشعة تحت الحمراء ثم إعادة إصدارها على شكل ضوء مرئي، مثل الأحمر أو الأخضر أو الأزرق. هذه الجسيمات يتم دمجها في العدسة اللاصقة لتمنح مرتديها القدرة على إدراك هذا النوع من الضوء الذي كان مستحيلًا رؤيته سابقًا.
رؤية الرسائل السرية ومساعدة المصابين بعمى الألوان
في أحد الاستخدامات اللافتة، يمكن للعدسات الجديدة الكشف عن الرسائل أو الإشارات التي تُرسل عبر الأشعة تحت الحمراء، ما يجعلها مرئية فقط لمن يرتديها، وهو ما يمكن توظيفه في مجالات الأمن والاستخبارات. كما يُمكن الاستفادة من التقنية لتحويل أطوال موجية غير مرئية لمرضى عمى الألوان إلى ألوان مرئية، مما يعيد لهم القدرة على التمييز بين التدرجات اللونية.