اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
كشفت الولايات المتحدة الأمريكية عن نيتها دعم السودان بمشروعات اقتصادية واستثمارات ضخمة في مرحلة ما بعد الحرب، ضمن خطة لإعادة الإعمار وتحريك عجلة التنمية، وذلك في إطار تحركات دبلوماسية متصاعدة تهدف إلى إنهاء الأزمة السودانية وتهيئة المناخ للاستقرار.
لقاء بين البرهان ومستشار الرئيس الأمريكي
وأبلغ مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون أفريقيا والعالم العربي، مسعد بولس، رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، خلال لقاء جمعهما في العاصمة المصرية القاهرة، أن واشنطن ستساهم بفاعلية في جهود إعادة إعمار السودان، مشيراً إلى أن عدداً من الشركات الأمريكية الكبرى أبدت اهتماماً بإنشاء مشاريع استثمارية كبيرة في السودان فور تحقيق السلام وعودة الاستقرار الأمني والسياسي.
البرهان: لا تفاوض تحت شروط الإذعان
من جانبه، أكد البرهان خلال اللقاء أن أي اتفاق سلام سيتم وفق شروط الدولة والشعب السوداني، موضحاً أن المليشيا لم تلتزم بتنفيذ اتفاق جدة الذي نصّ على انسحابها من الأعيان المدنية، وهو ما اضطر الجيش السوداني إلى إخراجها بالقوة. وشدد البرهان على أنه “لا تفاوض تحت شروط الإذعان”، مؤكداً أن الجيش “يمتلك اليد العليا على الأرض ويطارد الميليشيات والمرتزقة في ولايتي كردفان ودارفور حتى تحرير كل شبر من أراضي السودان”.
تحذير للدول الإقليمية
ووجّه البرهان رسالة واضحة إلى بعض الدول الإقليمية التي تدّعي السعي لتحقيق السلام في السودان، قائلاً إن عليها “أن تطلق حمام السلام بدلاً من ذبحه، وأن تكفّ عن دعم الميليشيا”. وأشار إلى أن السودان لن يقبل أي تدخل خارجي يسعى لفرض واقع سياسي يخدم أطرافاً مسلحة على حساب الدولة ومؤسساتها.
موقف واشنطن من الأزمة السودانية
ووفقاً لمصادر دبلوماسية، فإن زيارة المستشار الأمريكي مسعد بولس إلى القاهرة ولقاءه بالبرهان تأتي في سياق تحرك أمريكي جديد يهدف إلى كسر الجمود السياسي في الأزمة السودانية، ودفع الأطراف نحو تسوية تضمن استقرار البلاد وفتح الباب أمام الاستثمارات الأمريكية والدولية. وتؤكد واشنطن، بحسب المصادر، أن الأولوية حالياً تتمثل في تحقيق وقف شامل لإطلاق النار، يليها دعم عملية انتقال سياسي بقيادة مدنية تضمن مشاركة جميع القوى الوطنية.
ضغوط أمريكية على داعمي المليشيا
وذكرت صحيفة “أفريكا إنتلجنيس” المقربة من دوائر المخابرات الفرنسية، أن البرهان قدّم خلال لقائه مع بولس مجموعة من الشروط لواشنطن لفك الجمود في العلاقات، أبرزها أن توجه الإدارة الأمريكية إنذارًا نهائيًا للإمارات لوقف دعمها العسكري والمالي لقوات التمرد. وأضافت الصحيفة أن البرهان شدد على أن استمرار هذا الدعم يطيل أمد الحرب ويقوّض أي فرصة للسلام، مشيراً إلى أن الحكومة السودانية تمتلك أدلة دامغة على هذا الدعم.
توقعات برفع العقوبات
وبحسب الصحيفة الفرنسية، فإن البرهان يتوقع من الولايات المتحدة اتخاذ خطوات أكبر تجاه السودان، من بينها إمكانية رفع العقوبات المفروضة على بعض القيادات العسكرية، إلى جانب مراجعة العقوبات الاقتصادية التي تمثلت في القيود المالية والمصرفية المفروضة على المؤسسات السودانية. وأوضحت التقارير أن واشنطن تدرس بالفعل مقترحات جديدة تهدف إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ودعم مشروعات الإعمار في حال تحقق تقدم ملموس نحو السلام.
اهتمام الشركات الأمريكية بالاستثمار
وفي السياق ذاته، أشارت مصادر اقتصادية إلى أن شركات أمريكية في مجالات الطاقة، والبنية التحتية، والاتصالات، والخدمات اللوجستية، أبدت استعدادها للدخول في السوق السودانية فور انتهاء الحرب. وأكدت أن هذه الاستثمارات قد تسهم في تحريك الاقتصاد الوطني، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز قطاع النقل والموانئ، خصوصاً بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية الاقتصادية بسبب الحرب.
رؤية سودانية لإعادة الإعمار
وأكد البرهان أن السودان يرحب بأي دعم خارجي يأتي في إطار احترام سيادة البلاد وقراراتها الوطنية، موضحاً أن إعادة الإعمار ستكون وفق رؤية وطنية تراعي الأولويات التنموية وتعيد بناء مؤسسات الدولة على أسس حديثة. وأشار إلى أن الحكومة السودانية تضع حالياً خطة شاملة لإعادة تأهيل القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والزراعة والنقل، بدعم من الشركاء الدوليين بعد استتباب الأمن.