هل تذهب إلى الحمام كثيرًا؟.. السبب قد يكون أخطر مما تظن

متابعات- نبض السودان

الشعور المتكرر بالحاجة إلى التبول من الأعراض التي قد تُسبب انزعاجًا كبيرًا، وتؤثر سلبًا على جودة حياة المصاب، إذ يعاني الشخص العادي من الحاجة إلى دخول الحمام في المتوسط من 6 إلى 7 مرات يوميًا، وأي تغيير في هذه الوتيرة قد يكون مؤشرًا على مشكلة صحية كامنة.

تأثيرات مزعجة على نمط الحياة اليومية

توضح الدكتورة إيرينا جايجر، وهي طبيبة أميركية متخصصة في أمراض المسالك البولية، أن هذه الحالة قد تجعل من الصعب على المريض ممارسة حياته اليومية بصورة طبيعية، مثل السفر أو حضور المناسبات الاجتماعية أو حتى القيام بالتسوق البسيط، مشيرة إلى أن الشعور المستمر بالحاجة إلى التبول قد يصبح عبئًا جسديًا ونفسيًا على المصاب.

انتشار الحالة بين الرجال والنساء

تشير الإحصاءات إلى أن ما يقرب من 33 مليون شخص بالغ يعانون من كثرة التبول، وأن حوالي 30 في المائة من الرجال و40 في المائة من النساء يمرون بهذه المشكلة في مرحلة من حياتهم، وتزداد النسبة مع التقدم في العمر، خاصة لدى الرجال المصابين بتضخم البروستاتا، والنساء اللواتي وصلن إلى سن اليأس، بحسب ما أفاد به موقع المستشفيات الجامعية الأميركية.

السبب الأول: فرط نشاط المثانة

يُعد فرط نشاط المثانة من أكثر الأسباب شيوعًا لهذه الحالة، ويتميز بالحاجة المتكررة للتبول أكثر من ثماني مرات في النهار، والاستيقاظ أكثر من مرة خلال الليل، بالإضافة إلى فقدان السيطرة على المثانة أحيانًا قبل الوصول إلى المرحاض.

السبب الثاني: تضخم البروستاتا

يحدث تضخم البروستاتا عادة لدى الرجال فوق سن الأربعين، ويترافق مع بطء في تدفق البول وصعوبة في تفريغ المثانة بالكامل، ما يؤدي إلى الحاجة المستمرة للتبول رغم خروج كميات قليلة من البول في كل مرة.

السبب الثالث: داء السكري

ارتفاع مستوى السكر في الدم يؤدي إلى زيادة الشعور بالعطش، وبالتالي استهلاك كميات كبيرة من السوائل، مما يسبب التبول المتكرر، وهو من العلامات المبكرة لمرض السكري التي يجب الانتباه إليها.

السبب الرابع: السكتة الدماغية

توضح الدكتورة جايجر أن الدماغ يتحكم في المثانة، ولذلك فإن الإصابة بالسكتة الدماغية قد تؤثر على الإشارات العصبية المسؤولة عن التحكم في التبول، مما يؤدي إلى الحاجة المتكررة لدخول الحمام.

السبب الخامس: التهاب المثانة الخلالي

يصيب هذا الالتهاب النساء بشكل خاص، ويتسم بالرغبة المتكررة في التبول مع ألم أو ضغط في منطقة المثانة، وغالبًا ما يشعر المريض بالراحة بعد التبول. كما قد يكون السبب في بعض الحالات مرتبطًا بعوامل غذائية مثل الإفراط في تناول الكافيين، والحمضيات، والشوكولاتة، والكحول، والأطعمة الحارة.

السبب السادس: التهاب المسالك البولية

يُعد من الأسباب الشائعة، وتتضمن أعراضه وجود دم في البول، أو خروج كميات قليلة من البول رغم الحاجة الملحة للتبول، إلى جانب الشعور بحرقة وألم في الحوض، ما يستدعي مراجعة الطبيب فورًا.

السبب السابع: سرطان المثانة

رغم أنه نادر الحدوث، إلا أن سرطان المثانة قد يكون من الأسباب المحتملة لكثرة التبول. وتوضح الدكتورة جايجر أنه لا داعي للقلق الفوري من هذا الاحتمال، لكنه يستوجب استشارة الطبيب إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة أو رافقها دم في البول.

طرق التعامل والعلاج

تؤكد الدكتورة جايجر أن أغلب حالات كثرة التبول ليست خطيرة، ويمكن علاجها من خلال تغييرات في نمط الحياة، مثل تقليل تناول السوائل والمشروبات المنبهة، والإقلاع عن التدخين، وممارسة تمارين كيغل التي تساعد على تقوية عضلات المثانة. كما يمكن أن تُستخدم الأدوية أو الإجراءات الجراحية البسيطة لعلاج تضخم البروستاتا.

كما يُلجأ أحيانًا إلى حقن البوتوكس في المثانة، وهي طريقة أثبتت فعاليتها وتستمر نتائجها حتى ستة أشهر، أو إلى تحفيز النخاع الشوكي كهربائيًا للتحكم في ضغط المثانة.

وتشدد الطبيبة على أهمية مراجعة الطبيب عند الشعور بأي أعراض مقلقة مثل الدم في البول أو الحرقة أو العجز عن تفريغ المثانة بالكامل، مؤكدة أن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يساعدان على تحسين جودة الحياة بشكل كبير.