إسرائيل تعيد خلط أوراق الغاز في مصر

متابعات -نبض السودان

في خطوة مفاجئة ألقت بظلالها على القطاع الصناعي، قررت الحكومة المصرية تقليص إمدادات الغاز الطبيعي إلى مصانع الأسمدة والميثانول بنسبة 50%، ابتداءً من الإثنين ولمدة 15 يومًا، استجابةً لإشعار من الجانب الإسرائيلي بشأن أعمال صيانة مجدولة في أحد خطوط تصدير الغاز إلى مصر.

صيانة إسرائيلية تُربك المعادلة

أفادت أربعة مصادر حكومية مطلعة لصحيفة 'الشرق' أن إسرائيل أبلغت القاهرة بنيّتها إجراء صيانة دورية لأحد أنابيب تصدير الغاز، وهو ما سيتسبب في خفض الكميات الموردة إلى مصر خلال هذه الفترة المؤقتة، لتكون أقل من الحصص المتفق عليها، ما دفع القاهرة لاتخاذ قرار تقليص الضخ للصناعات كثيفة الاستهلاك مثل الأسمدة والميثانول.

الاتفاقات الطاقوية تعود إلى الواجهة

تجدر الإشارة إلى أن مصر بدأت استيراد الغاز من إسرائيل منذ عام 2020 بموجب صفقة تاريخية بلغت قيمتها نحو 15 مليار دولار، أبرمتها شركتا 'نوبل إنرجي' و'ديليك دريلينغ' مع الجانب المصري. وتأتي هذه التطورات في وقتٍ تواجه فيه مصر تراجعًا في إنتاجها المحلي من الغاز الطبيعي، ما أجبرها العام الماضي على العودة إلى استيراد الغاز المسال، بعد فترة من التوقف منذ عام 2018 بفضل اكتشافات عملاقة أبرزها حقل 'ظهر'.

لا تعليق رسمي من وزارة البترول

رغم الأثر الواسع للقرار، لم تُصدر وزارة البترول المصرية أي تعليق رسمي حتى وقت النشر، وسط تساؤلات عن الإجراءات التعويضية المرتقبة لضمان استقرار السوق المحلي وتجنب تأثيرات مباشرة على إنتاج الأسمدة وسلاسل التوريد المرتبطة بها.

الشركات تتلقى الإشعار الرسمي

وقال رئيس إحدى شركات الأسمدة المملوكة للدولة إن الشركة تلقت إخطارًا رسميًا من شركة توزيع الغاز يفيد بخفض ضغط الإمدادات اعتبارًا من منتصف ليل الإثنين، ما يؤكد دخول القرار حيز التنفيذ الفعلي.

تداعيات اقتصادية على الصناعات الحيوية

بحسب الأرقام الرسمية، تستهلك مصانع الأسمدة والبتروكيماويات نحو 35% إلى 40% من استهلاك القطاع الصناعي للغاز، الذي يبلغ إجمالاً حوالي 1.6 مليار قدم مكعب يوميًا، أي ما يمثل قرابة ربع الاستهلاك المحلي من الغاز. وتُعد هذه المصانع من الأعمدة الأساسية في قطاع التصدير والإنتاج الزراعي.

'إيجاس' تستهدف تقليص 400 مليون قدم مكعب يوميًا

وأفاد مصدر مطلع أن الشركة القابضة للغازات الطبيعية 'إيجاس' تسعى لتقليص الضخ اليومي بنحو 400 مليون قدم مكعب من إجمالي 770 مليون قدم مكعب تستهلكها مصانع الأسمدة والميثانول، على أن يستمر الخفض حتى الثالث من يونيو المقبل.

استهلاك الكهرباء يقفز مع دخول الصيف

تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وبداية موسم الصيف، حيث زاد استهلاك محطات توليد الكهرباء من الغاز إلى نحو 3.4 مليار قدم مكعب يوميًا. وبالمجمل، يُقدّر إجمالي احتياجات القطاع الصناعي من الغاز بنحو 2.1 مليار قدم مكعب يوميًا، ما يفرض تحديًا مزدوجًا أمام الحكومة المصرية في موازنة إمدادات الطاقة بين الصناعات الاستراتيجية وتلبية احتياجات الطاقة الكهربائية.