اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ١٣ أب ٢٠٢٥
* الآن، وبعد أن هدأت عاصفة الإعلام السلبي والناقد بلا إدراك لزيارة السيد رئيس الوزراء د. كامل إدريس إلى القاهرة، والتي سبقتها زيارة وزير الخارجية المصري إلى أوغندا، وأعقبتها زيارة وزير الخارجية التركي إلى القاهرة، يلفت النظر أن الإعلام المحلي في كلٍّ من مصر وتركيا كان في قمة المسؤولية في التناول، وبشكل إيجابي داعم، بينما رئيس وزرائنا ووزير خارجيتنا لم يسلما من أقلام النقد الغير مهني ، إلا بعد أن تحولت بوصلة الاهتمام الإعلامي السالب إلى واقعة اعتقال قائد فيلق البراء المصباح.
* لا خلاف على أن اختيار القاهرة كمحطة أولى لرئيس مجلس الوزراء الدكتور كامل إدريس يأتي متسقًا مع التقاليد السياسية والاعتبارات الاستراتيجية الراسخة في العلاقات السودانية–المصرية، وهي اعتبارات تستند إلى عمق الروابط التاريخية والمصير المشترك ومواقف مصر الداعمة لقضية السودان في مختلف المراحل، وخاصة خلال الحرب الحالية.
* إن البعد الرمزي للزيارة يحمل دلالات واضحة على رغبة الحكومة السودانية الوليدة في تثبيت أسس التعاون مع القاهرة، وتأكيد الامتنان لمواقفها، وفي الوقت نفسه فتح صفحة جديدة من التنسيق المشترك. وهذا البعد الرمزي لا يتعارض، بل يتكامل، مع إمكانية طرح القضايا المادية والملفات الاستراتيجية على الطاولة.
* النقد الموجه للزيارة انطلق من ملاحظات جوهرية في الشكل والمضمون، أهمها حجم الوفد المرافق وطبيعته مقارنة بالملفات المطروحة، وكذلك غياب استثمار البعد الإعلامي للزيارة بالشكل الكافي. وهي نقاط جديرة بالاهتمام عند تقييم أي نشاط دبلوماسي رفيع المستوى، خاصة إذا كان مع دولة بحجم مصر.ومع ذلك، من المهم وضع الزيارة في سياقها السياسي والعملي.
* ليس شرطًا أن يعكس حجم الوفد المرافق كل القدرات التفاوضية أو التحضيرية، إذ يمكن أن تسبق الزيارة ترتيبات فنية عبر القنوات الدبلوماسية والفنية المختصة، ما يجعل الهدف من الزيارة تثبيت الإطار السياسي والرسائل الاستراتيجية، على أن تستكمل اللجان المختصة التفاصيل لاحقًا.
* في ظل الحرب وما يرافقها من تحديات، قد يختار رئيس الوزراء التركيز على ترسيخ الدعم السياسي والاعتراف الإقليمي والدولي، قبل الانخراط في تفاصيل فنية معقدة قد تتطلب بيئة داخلية أكثر استقرارًا.
* تشكيل الوفود يخضع أحيانًا لاعتبارات زمنية وأمنية وبروتوكولية، خاصة في ظل الظروف الطارئة التي تمر بها البلاد.
* أن القيمة السياسية والرمزية كانت على الأرجح هي الهدف الأساس في هذه المرحلة، بينما تبقى
* الملفات المادية والاستراتيجية قابلة للاستكمال عبر آليات التعاون المشترك لاحقًا.
* الزيارة ، أكدت على وضعية مصر في سلم الأولويات، باعتبار المصير المشترك الذي عبرت عنه مواقف وادوار مصر في مواجهتها للتآمر والاستهداف الذي يُحاك ضد السودان ووجوده .
