اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣٠ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشفت شبكة أطباء السودان، الثلاثاء 29 يوليو 2025، عن وفاة 13 طفلًا بسبب سوء التغذية الحاد داخل مخيم 'لقاوة' للنازحين بمدينة الضعين بولاية شرق دارفور، وذلك خلال شهر يونيو الماضي، وسط تصاعد المخاوف من انهيار الوضع الإنساني في الإقليم الذي يعيش أزمة متفاقمة تحت الحصار والنزاع المسلح.
مجاعة تهدد آلاف الأسر في مخيم لقاوة
وذكرت الشبكة في بيانها أن المخيم يؤوي أكثر من 7000 نازح، معظمهم من النساء والأطفال، يعيشون أوضاعًا مأساوية في ظل نقص حاد في الغذاء والخدمات الطبية، مشيرة إلى أن 'الوفيات وقعت نتيجة انعدام الغذاء الكافي، وسوء التغذية، إضافة إلى الهجمات المسلحة المتكررة التي تهدد النازحين داخل المعسكر'.
ودعت شبكة أطباء السودان المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التحرك الفوري لتوفير الغذاء والرعاية الصحية الأساسية، وحثت على تأمين المخيم من الهجمات وضمان وصول المساعدات دون عوائق.
انهيار إنساني واسع وتحذيرات من كارثة في دارفور
في السياق ذاته، أصدرت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بيانًا شديد اللهجة، أكدت فيه أن الوضع الإنساني في الفاشر وعموم دارفور وصل حد الانهيار الكامل، مشيرة إلى أن 'الناس في دارفور باتوا يأكلون الأمباز'، وهو علف حيواني مكون من مخلفات السمسم والفول، في محاولة للبقاء على قيد الحياة.
وأضاف البيان أن بعض الأسر لم تجد حتى الأمباز، في إشارة إلى الندرة الشديدة في المواد الغذائية، مؤكدًا أن حياة مئات الآلاف مهددة.
تفشي الكوليرا في دارفور والموت يطوق مخيمات النازحين
أشارت المنسقية إلى انتشار خطير لوباء الكوليرا في عدة ولايات من دارفور، إذ تم تسجيل 2145 إصابة بالكوليرا في منطقة الطويلة بولاية شمال دارفور، بينها 40 حالة وفاة.
كما تم رصد 23 إصابة أخرى في منطقة قولو بجبل مرة بولاية وسط دارفور، بينها 7 حالات وفاة، فيما انتشر الوباء بشكل واسع في مخيمات كلمة، عطاش، والسلام بولاية جنوب دارفور، وسط تلوث لمياه الشرب وانعدام تام للصرف الصحي.
مطالبات بوقف الحرب وفتح ممرات إنسانية عاجلة
المنسقية العامة للنازحين ناشدت جميع الأطراف المتحاربة إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية آمنة، مطالبة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات الإغاثة بتنفيذ عمليات إسقاط جوي عاجل للمساعدات الغذائية والدوائية.
وأشارت إلى أن جهود المجتمع الدولي فشلت حتى الآن في تحقيق هدنة إنسانية داخل الفاشر، رغم النداءات المتكررة من المنظمات الدولية، نظرًا لأنها تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
الاشتباكات العسكرية تُجهض جهود الإغاثة في الفاشر
منذ العاشر من مايو 2024، تشهد مدينة الفاشر معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، رغم التحذيرات الدولية من التدهور الخطير في المدينة التي تُعتبر آخر المدن الكبرى خارج سيطرة قوات الدعم السريع في دارفور، ما يعرقل بشكل كبير وصول المساعدات إلى المدنيين.
السيطرة العسكرية تُفاقم الأزمة
وتُسيطر قوات الدعم السريع على أربع ولايات من أصل خمس في إقليم دارفور، بما في ذلك ولاية شرق دارفور، حيث وقعت الوفيات بسبب المجاعة في مخيم لقاوة. وتسببت هذه السيطرة في شلل شبه تام في الخدمات الأساسية والصحية، مع صعوبات بالغة في إيصال المساعدات، وانعدام الأمن في محيط مخيمات النزوح.
دعوات للمجتمع الدولي لتحمّل مسؤوليته
وفي ظل هذا المشهد المأساوي، تتصاعد النداءات للمنظمات الدولية بتحمّل مسؤوليتها تجاه المدنيين المحاصرين في دارفور، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون نازح يعيشون أوضاعًا كارثية في ظل غياب شبه كامل للحكومة السودانية وتضاؤل جهود الإغاثة الدولية.
أزمة معقدة وأفق مظلم
تعكس هذه التطورات المتسارعة حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها إقليم دارفور حاليًا، وسط صمت دولي مخيف، وغياب أية آفاق لحل سياسي قريب، في وقت يحذر فيه خبراء من أن السودان بات على مشارف كارثة إنسانية لا تقل عن مجاعات أفريقيا الكارثية في ثمانينيات القرن الماضي.