اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
فجعت مدينة النهود بولاية غرب كردفان، مساء السبت، بوفاة المواطن عبد الرحمن حمدان مسلم، متأثراً بـتعذيب وحشي تعرّض له على يد عناصر من المليشيا المسلحة، في واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت الرأي العام المحلي.
وبحسب ما أكدته مصادر متطابقة، فإن الضحية تم اختطافه من منزله بحي أبو سنون قبل أيام، حيث قامت المجموعة المهاجمة أيضًا بـنهب ذهب زوجته البالغ 30 جراماً، ثم اقتادته إلى مكان مجهول حيث تعرض لأشكال مروّعة من التنكيل.
فيديو صادم يكشف المأساة
انتشرت خلال الساعات الماضية مشاهد مؤلمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر عبد الرحمن حمدان مسلم وهو في حالة إعياء شديد، وبدا واضحاً على جسده آثار الضرب والتعذيب الممنهج، بينما كان يروي القصة المروعة التي تعرض لها عقب إطلاق سراحه المؤقت من قِبل خاطفيه.
الفيديو الذي صوّره ناشطون بعد العثور عليه، كشف عن تفاصيل الاعتقال القسري، والتجريد من الكرامة، والتنكيل الجسدي والنفسي الذي تعرض له الرجل على يد عناصر المليشيا، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل سريع ووفاته لاحقًا.
غرفة طوارئ دار حمر: هذه جريمة مكتملة الأركان
من جهتها، أكدت غرفة طوارئ دار حمر أن المواطن توفي نتيجة مباشرة لآثار التعذيب الجسدي، ووصفت ما جرى بأنه جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية يجب أن لا تمر دون عقاب. وأشارت الغرفة إلى أن الضحية لم يكن يحمل أي سلاح، ولم تكن له علاقة بأي نشاط عسكري أو سياسي، ما يجعل الجريمة ذات طابع انتقامي أو بغرض النهب.
موجة غضب في المدينة ومطالبات بالعدالة
أثارت الحادثة غضباً واسعاً في أوساط سكان النهود، حيث خرج العشرات في مراسم تشييع الضحية وهم يطالبون بمحاسبة المتورطين وكشف الجناة، وسط تحذيرات من أن تكرار مثل هذه الانتهاكات قد يدفع بالمجتمع نحو الانفجار.
ودعا نشطاء ومنظمات حقوقية محلية إلى فتح تحقيق دولي عاجل في الحادثة، معتبرين أن صمت المجتمع الدولي إزاء ما يحدث في المناطق الغربية يساهم في تفشي الجريمة والإفلات من العقاب.
النهب والاختطاف.. وجه آخر للفوضى
الحادثة تفتح الباب مجددًا أمام سلسلة الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها المدنيون في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا، حيث تتنوع الجرائم بين القتل، النهب، الاعتداء على الممتلكات، والاختطاف العشوائي، وسط غياب تام لأي سلطة قضائية أو أمنية قادرة على فرض النظام أو حماية السكان.