اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
شمال كردفان- نبض السودان
شهدت ولاية شمال كردفان صباح اليوم الأربعاء حادثًا مأساويًا أودى بحياة 4 تلاميذ وأدى إلى إصابة 9 آخرين بجروح متفاوتة، نتيجة انفجار مقذوف حربي داخل مدرسة ابتدائية بقرية الغبشة التابعة لمحلية أم روابة، ما أثار حالة من الحزن العميق والغضب في أوساط المجتمع المحلي.
المقذوف القاتل.. من لعب الأطفال إلى فاجعة الطابور الصباحي
وأفاد شهود عيان من قرية الغبشة أن أحد التلاميذ عثر على دانة من نوع آر بي جي في محيط القرية، حيث قام باصطحابها معه إلى المدرسة ظنًا منه أنها مجرد جسم غريب. وأثناء انتظار التلاميذ لانطلاق الطابور الصباحي، أقدم زميله على قذف المقذوف نحو أحد جدران المدرسة، مما أدى إلى انفجاره مباشرة وسط مجموعة من التلاميذ.
وأسفر الانفجار عن مقتل أربعة أطفال في الحال، بينما أصيب تسعة آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، بعضهم في حالة حرجة، حيث جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
صدمة في القرية.. وأهالي الضحايا يعيشون لحظات مأساوية
تحولت ساحة المدرسة إلى موقع كارثي، وانتشرت حالة من الذعر والصدمة بين التلاميذ والمعلمين والأهالي الذين هرعوا إلى الموقع بعد سماع دوي الانفجار. وسادت القرية حالة من الحداد والحزن الشديد، وسط مناشدات للأجهزة الحكومية بالتدخل السريع لمعالجة تداعيات الحادث المؤلم.
وقال أحد سكان القرية: 'لا يمكننا تصور أن أطفالنا يُقتلون داخل المدارس، بسبب مخلفات الحرب'، مضيفًا أن المنطقة لطالما كانت عرضة لتساقط ذخائر غير منفجرة نتيجة الصراعات السابقة.
مخلفات الحرب.. قنابل موقوتة تهدد حياة الأطفال
وتعاني مناطق واسعة في السودان، لا سيما في الولايات المتأثرة بالنزاعات، من انتشار مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة، التي باتت تشكل خطرًا دائمًا على حياة المدنيين، وخصوصًا الأطفال الذين يجهلون طبيعة هذه الأجسام القاتلة.
الحادث المؤلم في مدرسة الفضوة الابتدائية يسلط الضوء على الحاجة الماسّة إلى حملات توعية عاجلة في المدارس والقرى، وإلى إجراءات تطهير عاجلة من قبل الفرق المختصة بإزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة.
السلطات تتحرك.. وتعهدات بالتحقيق
من جهتها، أعلنت السلطات المحلية في شمال كردفان عن فتح تحقيق فوري لمعرفة كيفية وصول المقذوف إلى المدرسة، والتقصي حول مصادر هذه الذخائر المنتشرة في الأرياف.
كما تم إرسال فريق طوارئ طبي وأمني إلى موقع الحادث، وتم اتخاذ تدابير أولية لعلاج المصابين، مع وعود حكومية بمتابعة علاجهم وتقديم الدعم اللازم لأسر الضحايا.
مناشدات مجتمعية لتأمين المدارس
دعا أولياء الأمور وممثلو المجتمع المحلي الحكومة والمنظمات الإنسانية إلى توفير حملات توعية مدرسية وتدريب التلاميذ على تجنب الأجسام المشبوهة، إضافة إلى إطلاق برامج فورية لمسح المناطق السكنية والمدارس من مخلفات الحروب.
وأكد عدد من المواطنين أن غياب فرق إزالة الألغام في المناطق الريفية جعل الأطفال عرضة للموت أو الإصابة دون سابق إنذار، مطالبين باعتبار ما حدث جرس إنذار لإنقاذ الأرواح قبل وقوع كوارث جديدة.