اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في حوار شامل مع صحيفة البوابة نيوز المصرية، قدّم وزير الخارجية السوداني السابق علي يوسف الشريف قراءة معمّقة للأسباب التي قادت السودان إلى الحرب الراهنة، متناولاً دور الأطماع في ثروات البلاد، وتداخل الصراع بين الجيش وميليشيات الدعم السريع والحاضنة المدنية.
وأوضح الشريف أن جذور الأزمة تعود إلى حقبة نظام الإنقاذ، حيث ظل السودان يعيش حالة من عدم الاستقرار نتيجة تمسك الرئيس السابق عمر البشير بالسلطة، وهو ما أدى إلى تفاقم الصراعات الداخلية حتى سقوط النظام في أبريل 2019. وأضاف أن المواجهة الأخيرة تفجرت بعد انسحاب الجيش من ورشة دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة، الأمر الذي فتح الباب أمام الصدام المباشر في أبريل 2023.
وأشار إلى أن الأطماع في ثروات السودان، خاصة الذهب والمعادن، فضلاً عن موقعه كـ'سلة غذاء العالم العربي'، أسهمت في تعقيد المشهد وإطالة أمد النزاع.
وفي تقييمه لمبادرة اللجنة الرباعية (مصر، السعودية، الولايات المتحدة، الإمارات)، اعتبر الشريف أنها تمثل محاولة لرسم خارطة طريق لوقف الحرب، لكنها تعاني من ثغرات أبرزها تجاهل الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، وعدم تحديد مصيرها في المستقبل السياسي والعسكري للبلاد، وهو ما يعرقل فرص إطلاق عملية سلام حقيقية.
وحول المخاوف من تقسيم السودان، شدد الشريف على أن هذه الرؤية ليست دقيقة بالكامل، مؤكداً أن الشعب السوداني يرفض أي سيناريو للتقسيم ويتمسك بوحدة الدولة، رغم وجود مؤشرات سياسية مثيرة للقلق مثل إعلان حكومة موازية ومجلس رئاسي في بعض المناطق.
واختتم الوزير السابق حديثه بطرح تصور عملي لإنهاء الصراع، يقوم على انسحاب قوات الدعم السريع من المدن والأحياء المدنية، وإطلاق عملية سياسية شاملة تضمن مشاركة القوى المدنية، وتؤسس لسلام مستدام يضع السودان على طريق الاستقرار والانتقال الديمقراطي.


























