اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
روى أحد الناجين من منطقة المثلث الحدودي، الذي سقط في قبضة المليشيا المتمردة، تفاصيل مأساوية لرحلة الهروب من جحيم الجنجويد إلى معسكر تابع للجيش المصري. وأكد أن كل من كانوا داخل المثلث، وجلّهم من عمال مناجم الذهب والتجار، ويقدر عددهم بنحو عشرة آلاف شخص، اتجهوا سعيًا للنجاة نحو المعسكر المصري القريب.
ثلاثون كيلومترًا من الموت.. عطش وجوع يفتك بالهاربين
وأوضح الناجي أن المسافة من المثلث إلى المعسكر المصري تبلغ حوالي 30 كيلومترًا، وهي مسافة قطعها الهاربون سيرًا على الأقدام وسط ظروف شديدة القسوة. وأضاف أن المئات لقوا حتفهم أثناء الطريق بسبب العطش والجوع، في مشهد مؤلم يختصر حجم المأساة التي ضربت هذه البقعة الحدودية المنكوبة.
الانسحاب المفاجئ وترك المدنيين فريسة للجنجويد
وتحدث الناجي عن تفاصيل السقوط المفاجئ للمنطقة، حيث انسحبت القوات النظامية التي كانت تضم عددا قليلا من الجيش وقوات من الحركات المسلحة المشتركة، دون سابق إنذار، تاركة المدنيين يواجهون مصيرهم المجهول. وقال: 'لم يكن أمامنا وقت للخروج أو حتى الترتيب للهروب. تركونا وحدنا، لتدخل المليشيا وتبطش بكل من كان داخل المثلث'.
نهب وتعذيب.. شهادات من الجحيم
وبحسب إفادته، تعاملت مليشيا الجنجويد بوحشية مع الأهالي، حيث قامت بتجريدهم من هواتفهم وأموالهم، واعتدت بعنف على أصحاب المحال التجارية. وروى أن أحد أصحاب البقالات تم التعرف عليه من خلال خلايا نائمة داخل المثلث على أنه من ولاية الجزيرة، فتم ضربه وتعذيبه، ونجا من الإعدام بأعجوبة، بحجة انتمائه إلى جماعة 'كيكل'.
مأساة جديدة داخل المعسكر المصري
النازحون الذين وصلوا إلى معسكر الجيش المصري لم يجدوا النجاة المنتظرة، بل واجهوا مأساة جديدة تمثلت في انعدام مياه الشرب. فقد اتخذت إدارة المعسكر قرارًا بمنح كل فرد كوب ماء واحد في اليوم، مما أدى إلى وفاة عدد من النازحين بسبب العطش حتى بعد وصولهم.
محاولة للإنقاذ.. والوجهة أسوان ثم أرقين
حاولت إدارة المعسكر التخفيف من معاناة الموجودين عبر توفير عربات لنقلهم إلى أسوان، ومن ثم إلى معبر أرقين، أملاً في إنقاذ من تبقى على قيد الحياة من الجوع والعطش والصدمة النفسية.
مليشيا الجنجويد مدعومة من قوات حفتر الليبية
وأكد الناجي أن المليشيا التي سيطرت على المثلث تضم قوات جاءت من داخل ليبيا وتحديدًا من قوات تتبع للجنرال خليفة حفتر، وكانت أعدادهم ضخمة بشكل لافت. وأضاف أن نوعية الأسلحة والعتاد الثقيل وكثافة العربات القتالية تشير إلى أن الهدف لم يكن السيطرة على المثلث فقط، بل ربما ما هو أبعد من ذلك.
تحذيرات من تصعيد محتمل وخطر إقليمي
وشددت الشهادات القادمة من أرض الحدث على ضرورة الاستعداد واليقظة في ظل هذا التصعيد الخطير الذي تجاوز حدود السودان إلى الجوار الإقليمي. فالمليشيا المسلحة تمتلك قدرة قتالية ضخمة وتحركاتها تؤشر إلى نوايا تتجاوز السيطرة المحلية.