خيانة من الداخل.. منفذو هجوم "شرطة الغدار" عرفوا أماكن السلاح والنوم

متابعات – نبض السودان

مقتل شرطي وإصابة آخرين.. وتحقيقات تكشف تفاصيل دقيقة

أصدر رئيس النيابة العامة بالولاية الشمالية، محمد فريد حسن، تقريرًا رسميًا بشأن الأحداث التي وقعت مؤخرًا في قسم شرطة الغدار بمدينة دنقلا، وأسفرت عن مقتل أحد أفراد الشرطة وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.

وبحسب التقرير، فإن الهجوم تم بدافع تحييد قسم الشرطة بالكامل وإخراجه عن الخدمة، تمهيدًا لعملية سرقة البنك الزراعي المجاور، والذي يُعد البنك الوحيد في المنطقة.

أموال المرتبات وراء الدافع الإجرامي

كشف التقرير أن البنك الزراعي كان قد استقبل مبالغ مالية كبيرة تمثل مرتبات العاملين بعدد من القطاعات الحكومية، وقد وصلت تلك الأموال عصر يوم الحادث، ما جعل توقيت الجريمة متزامنًا مع توفر السيولة النقدية داخل البنك.

وأشار التقرير إلى أن معلومة وصول الأموال كانت شبه معروفة لدى سكان المنطقة، الأمر الذي ساعد على التخطيط الدقيق للهجوم.

منفذو الهجوم كانوا على دراية بتفاصيل القسم

وأوضح التقرير أن مرتكبي الهجوم امتلكوا معلومات دقيقة حول تحركات عناصر القسم ومواقع الأسلحة والعربة الرسمية، حيث قاموا بمصادرة السلاح، وتعطيل العربة، واستهداف الأفراد بإصابات مباشرة في الأرجل لتعطيلهم عن الحركة، وهو ما يدل على معرفة مسبقة بأوضاع القسم.

الجناة من أبناء المنطقة.. واستبعاد العمل المسلح

وبحسب النيابة العامة، فإن دقة تنفيذ الهجوم وسرعته في منطقة غير مزودة بالكهرباء تشير إلى أن الجناة على دراية بجغرافية الموقع، مما يرجح أنهم من أبناء المنطقة نفسها.

وأكد التقرير استبعاد فرضية الهجوم من قبل الحركات المسلحة، سواء المناوئة أو الصديقة، كما نفى وجود أي دوافع عدائية خارج نطاق السرقة، معتبرًا العملية جريمة جنائية بحتة بدافع الاستيلاء على الأموال.

تحريات موسعة ومشاركة أمنية واسعة

باشرت السلطات الشرطية تحقيقات موسعة بموقع الحادث، بمشاركة الأجهزة الفنية المختصة، مثل:

الأدلة الجنائية

الكلاب البوليسية

المباحث

الشرطة الأمنية

وقد تمت المعاينة تحت إشراف مباشر من مدير شرطة الولاية ورئيس النيابة العامة، حيث ما تزال التحريات مستمرة لضبط الجناة وتقديمهم للعدالة.