الكوليرا تتوحش في دارفور.. والموت يحاصر الأطفال في المعسكرات

متابعات- نبض السودان

كشفت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين عن تصاعد خطير في عدد الإصابات بوباء الكوليرا داخل معسكرات النزوح في إقليم دارفور، حيث بلغ إجمالي الحالات حتى الآن 2719 إصابة، بينها 49 حالة وفاة مؤكدة، في وقت تتسارع فيه التحذيرات من كارثة صحية متفاقمة في ظل الحرب ونقص الغذاء والدواء.

بؤر التفشي تزداد خطورة.. طويلة وجبل مرة في الصدارة

أوضح آدم رجال، المتحدث الرسمي باسم المنسقية، في بيان صدر يوم الجمعة الموافق 1 أغسطس 2025، أن معسكرات النزوح في مناطق طويلة، جبل مرة، ونيالا، تشهد تصاعدًا مقلقًا في عدد الإصابات اليومية بوباء الكوليرا.

وأكد أن مخيم دبة نيرة بمنطقة طويلة يُعد الأكثر تضررًا، حيث تتركز به غالبية الحالات، مشيرًا إلى أن الوضع يتدهور بسرعة، ويتطلب تدخلًا فوريًا من المنظمات الإنسانية والسلطات الصحية.

307 حالات في مراكز العزل وارتفاع إصابات الأطفال

أفاد بيان المنسقية أن عدد الحالات الموجودة حاليًا داخل مراكز العزل بلغ 307 حالة، فيما تم إدخال 93 حالة جديدة خلال اليوم، بينها 11 طفلًا دون سن الخامسة، وهو مؤشر مقلق على انتشار المرض بين الفئات الأكثر ضعفًا. في المقابل، تم تسجيل خروج 47 حالة بعد تلقيهم العلاج.

امتداد الوباء إلى مناطق جديدة وارتفاع إجمالي الحالات اليومية

أكد البيان أن الوباء لم يتوقف عند طويلة، بل امتد إلى منطقة نيو مارتل، حيث تم تسجيل 30 حالة جديدة يوميًا، كما وصل إلى مناطق قولو وجلدو في جبل مرة بإجمالي 139 حالة يومية، إضافة إلى تفشي المرض في مخيم كلمة الذي سجل 312 حالة يومية بينها 32 حالة وفاة.

وامتدت الإصابات إلى مخيمات عطاش ودريج والسلام، مما يعكس انتشارًا متسارعًا للوباء في أنحاء متعددة من دارفور، في ظل غياب البنية الصحية القادرة على احتواء الوضع.

تحذيرات أممية من انهيار صحي شامل

حذرت الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الإنسانية والطبية المحلية والدولية من خطورة الوضع الصحي في دارفور، مع تزايد معدلات الإصابة بالكوليرا، وانعدام الأدوية الأساسية ومستلزمات الوقاية، بالتزامن مع دخول موسم الأمطار، الذي يساهم في انتشار الأمراض المنقولة عبر المياه.

وشددت تلك الجهات على أن الوضع مرشح لمزيد من التدهور في ظل استمرار الحرب الدائرة، التي أضعفت المنظومة الصحية وشلت قدرات الاستجابة الطارئة.

معسكر أبو شوك: الموت بالجوع والمرض

في سياق متصل، كشفت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك للنازحين في ولاية شمال دارفور، يوم الخميس، عن تسجيل وفاة أربعة أشخاص أسبوعيًا داخل المخيم، بسبب الجوع والأمراض، في ظل نقص حاد في الغذاء، وتوقف عمل المطابخ الجماعية نتيجة نقص التمويل.

ويعاني المخيم من تفشي واسع للأمراض المعدية، وانعدام شبه كامل للرعاية الصحية، مما يزيد من هشاشة الأوضاع الإنسانية، ويجعل سكان المعسكرات أكثر عرضة لانتشار الكوليرا وأمراض أخرى فتاكة.