احذر.. أطعمة تُسرّع الإصابة بالسرطان 

متابعات – نبض السودان

كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة 'Thorax' الطبية، عن ارتباط محتمل بين تناول الأطعمة فائقة المعالجة وارتفاع خطر الإصابة بسرطان الرئة، وهو ما وصفه باحثون بـ'التحذير المبكر' من مخاطر نمط غذائي يزداد انتشارًا حول العالم.

وأفاد تقرير نشره موقع «نيوز ميديكال» بأن الدراسة مثّلت واحدة من أولى المحاولات الرصينة علميًا لقياس العلاقة بين استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، وتطور نوعي السرطان الأكثر شيوعًا في الرئة: سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة، وسرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة.

تهديد صامت.. وغذاء مُصنّع

يُعد سرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطانات فتكًا، إذ يُبلَّغ سنويًا عن أكثر من 2.2 مليون إصابة جديدة و1.8 مليون حالة وفاة، وسط تحذيرات طبية متزايدة من العوامل المحفزة له، وعلى رأسها التدخين. غير أن الباحثين يؤكدون اليوم أن النظام الغذائي قد يلعب دورًا خفيًا لكن فعالًا في تسريع الإصابة.

12 عامًا من المتابعة: النتائج مقلقة

شملت الدراسة أكثر من 101 ألف بالغ بمتوسط عمر 63 عامًا، واستمرت متابعتهم لمدة 12 عامًا. وخلال هذه الفترة، سُجلت 1,706 إصابة بسرطان الرئة، منها 1,473 حالة من نوع الخلايا غير الصغيرة (86%)، و233 حالة من نوع الخلايا الصغيرة.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا كميات أعلى من الأطعمة فائقة المعالجة، كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة بنسبة 41% مقارنة بمن تناولوا أقل كميات.

وارتبط النوعان الرئيسيان للمرض بارتفاع مماثل في الخطورة:

سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة: +37%

سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة: +44%

ما هي الأطعمة فائقة المعالجة؟

تضم هذه الفئة المنتجات التي تحتوي على مكونات غذائية مكررة أو مصنّعة كيميائيًا، مثل:

اللحوم المصنعة (كاللانشون)

المشروبات الغازية (بما فيها الخالية من الكافيين)

الوجبات الجاهزة والمعلبات

السكاكر والمخبوزات الصناعية

وتتميز هذه المنتجات بكونها:

رخيصة وسهلة التحضير

غنية بالسعرات وفقيرة بالمغذيات

تحتوي على إضافات صناعية ومواد حافظة

تُسوّق بشكل مكثف عبر قنوات الإعلام والمراكز التجارية

ضعف القيمة الغذائية.. وتأثيرات أوسع

يُشير الباحثون إلى أن الأطعمة فائقة المعالجة لا تستبدل الغذاء الصحي فحسب، بل تسهم في تآكل قدرة الجسم على المقاومة المناعية والالتهابية، ما يجعلها بيئة خصبة لنمو الخلايا السرطانية.

وتؤكد الدراسة أن هذا النمط الغذائي يرتبط سابقًا بارتفاع معدلات الإصابة بسرطانات القولون والكبد، وأمراض القلب والسمنة، لكن الربط الواضح بسرطان الرئة يُعد تطورًا مقلقًا.

التحذير العلمي: دعوة للمراجعة

بحسب الباحثين، فإن تقليل استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة واستبدالها بأطعمة طبيعية أو قليلة المعالجة قد يُحدث فرقًا جوهريًا في الوقاية من السرطان وأمراض العصر. ويعزز ذلك اتجاهًا متناميًا في الأوساط الصحية العالمية يُعيد النظر في نمط الغذاء الغربي السائد.