اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
الذاكرة.. أساس الحياة السليمة
تُعدّ الذاكرة إحدى الركائز الأساسية للحياة السليمة والعقل السليم، فهي المسؤولة عن تنظيم الأفكار واسترجاع المعلومات والتفاعل مع الواقع. ولهذا، فإن الحفاظ عليها أمر ضروري للتمتع بصحة عقلية وجسدية متكاملة.
مؤشرات تستدعي الانتباه
أكد البروفيسور مايكل ياسا، مدير مركز علم الأعصاب للتعلم والذاكرة في جامعة كاليفورنيا، أن فقدان الذاكرة المتكرر ليس بالضرورة مشكلة خطيرة، لكنه قد يكون مؤشرًا على اضطراب أعمق مثل الزهايمر. وأضاف أن النسيان قد ينتج أحيانًا عن التوتر، أو إصابات الرأس، أو نقص العناصر الغذائية، أو حتى التقدم في العمر. وأوضح أنه عندما يبدأ النسيان بالتأثير على تفاصيل الحياة اليومية أو العلاقات أو العمل، يجب التوجه فورًا لاستشارة مختص.
الأسباب المحتملة لفقدان الذاكرة
وأشار البروفيسور إلى أن فقدان الذاكرة الدائم قد ينشأ أيضًا من السكتات الدماغية، أو العمليات الجراحية، أو بعض المضاعفات العصبية، مؤكدًا على ضرورة التعامل الجاد مع أي تراجع ملحوظ في الذاكرة.
روتين يومي لإنعاش الذاكرة
من جانبه، قدّم مجموعة من علماء الأعصاب في جامعة كاليفورنيا بالتعاون مع صحيفة USA Today، ثماني نصائح عملية لتنشيط الذاكرة وتحسين أدائها، استنادًا إلى دراسات علمية حديثة، وهي:
1. النشاط البدني
تشير دراسة أجريت عام 2022 إلى أن التمارين الهوائية تسهم في تعزيز نمو الخلايا العصبية الجديدة وزيادة تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى تحسين الذاكرة على المدى الطويل. المشي السريع أو السباحة أو ركوب الدراجة يمكن أن يكون بداية فعّالة.
2. النظام الغذائي
أثبتت الدراسات أن النظام الغذائي المتوسطي، الغني بأحماض أوميغا-3 الدهنية والبروتينات قليلة الدهون، يساعد على تنشيط الذاكرة ويقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وينصح بتقليل السكريات والدهون المشبعة التي تضعف وظائف الدماغ.
3. إدارة التوتر
ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول الناتج عن التوتر المفرط قد يُلحق الضرر بالحُصين، وهو المركز المسؤول عن الذاكرة في الدماغ. لذلك، يُوصي الخبراء بممارسة التأمل، وتمارين التنفس، واليوغا لخفض مستويات التوتر وتحسين صفاء الذهن.
4. التكرار الذكي للمعلومات
يوضح البروفيسور برايس ماندر، أستاذ الطب النفسي والسلوك البشري بجامعة كاليفورنيا، أن تكرار المعلومات على فترات زمنية متباعدة يعزز الذاكرة طويلة الأمد، وهي تقنية فعّالة تُعرف باسم 'التكرار المتباعد'.
5. النوم العميق
خلال النوم تحدث عملية تثبيت المعلومات في الذاكرة، وهو ما يجعل النوم الجيد ضرورة أساسية. فالنوم لمدة ثماني ساعات يوميًا يتيح للدماغ إعادة ترتيب المعلومات وتثبيتها بشكل أفضل.
6. التعلّم المستمر
الدماغ مثل العضلة، يحتاج إلى تمرين دائم. كلما زاد التعلم زادت قدرته على الاحتفاظ بالمعلومات. حل الألغاز، وتعلم لغة جديدة، وممارسة الرياضيات البسيطة كلها أنشطة تحفّز نمو الوصلات العصبية وتحافظ على مرونتها.
7. تنظيم نمط الحياة
الحفاظ على نمط حياة صحي متوازن يجمع بين التغذية الجيدة والنشاط البدني والنوم المنتظم يمكن أن يبطئ من تدهور الذاكرة المرتبط بالعمر. فالعقل السليم لا ينفصل عن الجسد السليم.
8. تجنب المؤثرات السلبية
يحذر العلماء من الإفراط في تناول الكحول أو التدخين أو التعرض المستمر للضوضاء والتوتر، كونها عوامل تضعف القدرة على التركيز والتذكر، وتزيد من خطر أمراض الدماغ.
خلاصة علمية
يشدد خبراء الأعصاب على أن فقدان الذاكرة ليس قدرًا حتميًا مع التقدم في السن، بل يمكن السيطرة عليه وتجنبه عبر نمط حياة متوازن، ونظام غذائي صحي، واهتمام دائم بالصحة النفسية. فالدماغ قادر على التجدد متى ما وجد البيئة المناسبة لذلك.