اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٢ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
شهدت أسواق العملات الحرة في السودان اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025، تقلبات حادة إثر ارتفاع مفاجئ في سعر الدولار الأمريكي بالسوق الموازي، الأمر الذي أحدث حالة من الارتباك وسط المتعاملين والمضاربين.
ووفقًا لتجار العملة، بلغ سعر الدولار 3170 جنيهًا سودانيًا، مقارنة بمستويات تراوحت الأسبوع الجاري بين 3050 و3100 جنيه، وهو ما يعكس زيادة لافتة في فترة وجيزة.
هذا الارتفاع المفاجئ جاء في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار التي تسيطر على سوق الصرف بالسودان منذ أشهر، حيث يشهد السوق تباينًا ملحوظًا في الأسعار بين التجار، مع تزايد الطلب على العملات الأجنبية مقابل شح المعروض، ما ساهم في دفع الأسعار نحو مزيد من الصعود.
وأشار متعاملون في السوق إلى أن موجة الارتفاع هذه تزامنت مع زيادة في المضاربات وتنامي عمليات شراء الدولار بهدف التحوط من أي ارتفاعات لاحقة، الأمر الذي أدى إلى توسيع الفجوة بين العرض والطلب، وزاد من حدة التباين السعري بين نقاط البيع المختلفة.
قفزات في أسعار العملات العربية والخليجية
لم يقتصر الارتفاع على الدولار الأمريكي، حيث شهدت العملات العربية والخليجية قفزات مفاجئة في أسعارها مقابل الجنيه السوداني، فقد ارتفع سعر الجنيه المصري إلى 66.4 جنيه، بينما صعد الريال السعودي إلى 845 جنيهًا.
كما سجل الدرهم الإماراتي 863.60 جنيه، وبلغ الريال القطري 870.87 جنيه، في حين وصل اليورو إلى 3686 جنيهًا، والجنيه الإسترليني إلى 4282.68 جنيه.
هذه القفزات السريعة في أسعار العملات جاءت في وقت يمر فيه الاقتصاد السوداني بمرحلة صعبة، وسط تحديات متصاعدة تشمل انخفاض الاحتياطي النقدي وتراجع الصادرات، إضافة إلى تداعيات الأوضاع الأمنية والسياسية، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على استقرار السوق الموازي.
مخاوف من موجة تضخم جديدة
يحذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار صعود الدولار بهذه الوتيرة قد يدفع البلاد نحو موجة تضخم جديدة، خصوصًا مع اعتماد السودان الكبير على الاستيراد في تأمين السلع الأساسية والمواد الخام.
وأكد الخبراء أن أي زيادة في أسعار الصرف سرعان ما تنعكس على أسعار السلع والخدمات، ما يزيد من الضغوط المعيشية على المواطنين.
ويرى محللون أن غياب تدخلات فعّالة من السلطات النقدية والمالية للسيطرة على السوق الموازي قد يفتح الباب أمام استمرار المضاربات، مما يعمّق أزمة سعر الصرف ويؤثر على الاستقرار الاقتصادي بشكل أوسع.