اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في تحرك رسمي يعكس استجابة متأخرة لكن ضرورية، أرسلت الحكومة السودانية بعثة قنصلية إلى مدينة الكفرة جنوب ليبيا، بهدف تقديم خدمات استخراج الجوازات والأوراق الثبوتية لآلاف السودانيين الذين فرّوا من الحرب عبر الصحراء، ويعيشون في أوضاع إنسانية قاسية منذ عام 2023 الخطوة تأتي وسط تصاعد النداءات لإنقاذ العالقين، وكمقدمة لاستئناف التمثيل القنصلي الفاعل في الأراضي الليبية.
استقبال رسمي وتأكيد على التعاون المشترك
لقي وفد البعثة السودانية استقبالًا رسميًا من مدير مكتب الشؤون القنصلية بالخارجية الليبية، بيشر منصور الأبيرش، الذي وصف الخطوة بأنها تمثل دعمًا مباشرًا للجالية السودانية وتسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين السودان وليبيا. وأكد أن التعاون القنصلي يعكس الروابط الشعبية بين البلدين ويمثل استجابة لحاجة إنسانية ضاغطة.
خلفيات الأزمة وتضخم أعداد اللاجئين
تعاني الجالية السودانية في ليبيا من أزمة متفاقمة منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، حيث عبر عشرات الآلاف الحدود المفتوحة عبر الصحراء. وتشير تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى أن أعداد السودانيين في ليبيا قد تتجاوز 650 ألف لاجئ بنهاية عام 2025، وسط غياب شبه كامل للخدمات القنصلية والرعاية الرسمية.
استئناف العمل القنصلي بعد توقف طويل
بحسب تصريحات الخارجية الليبية، فإن زيارة الوفد السوداني تأتي ضمن ترتيبات إعادة افتتاح القنصلية السودانية في الكفرة، بعد توقف طويل نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة الحدودية. وتمثل هذه الخطوة جزءًا من تحركات أوسع لتعزيز الأمن، بحسب بيان وزارة الخارجية الليبية، التي أشارت إلى الجهود التي تبذلها القوات المسلحة العربية الليبية لتأمين المناطق الحدودية وإعادة الاستقرار.
معاناة آلاف السودانيين بسبب إغلاق الحدود
أدى التوتر في المثلث الحدودي بين السودان وليبيا، والذي شهد دخول قوات الدعم السريع وانسحاب الجيش السوداني، إلى إغلاق الحدود وترك آلاف الأسر السودانية عالقة. وتفاقمت الأزمة في مدينة الكفرة وعدد من المدن الأخرى، حيث تفتقر تلك المناطق إلى الخدمات الأساسية، ما أجبر الكثيرين على العيش في ظروف تفتقر إلى أدنى معايير الحياة الكريمة.
نداءات سابقة واستجابة متأخرة
في منتصف يونيو الماضي، أطلق عشرات العالقين مناشدة مباشرة إلى رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، طالبوا فيها بتسيير رحلات جوية لإجلائهم بعد أن ضاقت بهم السبل. وأوضحوا في رسائلهم أن السفارة السودانية في طرابلس لم تقم بواجبها، في ظل غياب أي خدمات قانونية أو إدارية من الدولة السودانية تجاه رعاياها في ليبيا.
أكاديميون عالقون وأسر تنتظر العودة
في السياق نفسه، كشف السفير السوداني الأسبق في ليبيا، حاج ماجد سوار، عن وجود أكثر من 100 أستاذ جامعي هاجروا إلى ليبيا مع أسرهم نتيجة الحرب، وهم الآن في انتظار فرصة للعودة بعد تحسن الأوضاع في البلاد، غير أنهم يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على أوراق ثبوتية وخيارات سفر آمنة، ما يجعل دور القنصلية الجديدة بالغ الأهمية في تسهيل الإجراءات.
آمال في العودة الطوعية بعد فتح القنصلية
يتوقع مراقبون أن يسهم افتتاح مركز الجوازات والخدمات القنصلية في الكفرة في تنظيم أوضاع اللاجئين السودانيين وتسهيل العودة الطوعية لمن يرغبون، إلى جانب تحسين سجل البيانات وتوفير الحماية القانونية في بلد يعاني من هشاشة مؤسساتية منذ سنوات. كما أن استئناف التمثيل القنصلي قد يُعيد بعض الثقة المفقودة في التزامات الحكومة السودانية تجاه مواطنيها في الخارج.