منظمة دولية كبرى تتحرك ضد المليشيا بعد فظائع الفاشر

متابعات- نبض السودان

طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش، الأربعاء، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بإجراء تحقيق خاص، عبر بعثة تقصي الحقائق، في الفظائع التي ارتكبت في الفاشر بولاية شمال دارفور، وإحالة الأدلة ذات الصلة إلى المحكمة الجنائية الدولية.

جلسة طارئة لمجلس حقوق الإنسان

ويعقد مجلس حقوق الإنسان، يوم الجمعة المقبل، جلسة طارئة لمناقشة الانتهاكات التي وقعت في الفاشر بعد سيطرة مليشيا  الدعم السريع على المدينة في 26 أكتوبر. وأكدت هيومن رايتس ووتش أن المجلس يجب أن يوفّر الموارد الكافية لإجراء تحقيق مستقل، يشمل التحقيق في دور الجهات الخارجية في تأجيج العنف.

إحالة الأدلة إلى المحكمة الجنائية الدولية

دعت المنظمة إلى طلب إحالة الأدلة الخاصة بانتهاكات الفاشر إلى المحكمة الجنائية الدولية، التي تمتلك ولاية قضائية على دارفور منذ إحالة الوضع إليها من مجلس الأمن عام 2005. وذكرت المنظمة أن المحكمة بدأت بالفعل بتلقي الأدلة المتعلقة بالقتل الجماعي وتصفيات المرضى والاغتصاب الجماعي العلني.

تقاعس الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي

وأشار البيان إلى فشل كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في حماية المدنيين ومساءلة المسؤولين، فضلاً عن تردد عدد من الحكومات في فرض عقوبات على الجهات الداعمة لمليشيا  الدعم السريع، مع الإشارة إلى الدور المزعوم للإمارات في تقديم الدعم العسكري.

دعوات لوقف الدعم الخارجي

وطالبت المنظمة القادة والهيئات الإقليمية والدولية بوقف الدعم لمليشيا  الدعم السريع وفرض عقوبات على قيادتها، ونشر بعثة ميدانية لحماية المدنيين، محذرة من أن أي تقصير سيعرض مزيدًا من الأرواح للخطر ويقوّي قوات مارست الإرهاب واستهداف المدنيين.

جرائم مليشيا  الدعم السريع الموثقة

وحلّلت هيومن رايتس ووتش عشرات مقاطع الفيديو التي أظهرت مقاتلين يحتفلون فوق جثث القتلى وينفذون إعدامات ميدانية لمدنيين، بينهم جرحى. وأظهر أحد المقاطع جنديًا من مليشيا  الدعم السريع يُعدم رجلًا مسنًا داخل كلية الطب بجامعة الفاشر، في حين أكدت الأمم المتحدة وقوع مجزرة بحق المرضى والعاملين في مستشفى السعودي للولادة.

نمط مأساوي من الانتهاكات

أوضحت المنظمة أن هذه الانتهاكات جزء من نمط مأساوي مستمر، يشمل جرائم ضد الإنسانية في مختلف مناطق الصراع، بما في ذلك حملة التطهير العرقي في غرب دارفور عام 2023، إلى جانب العنف الجنسي الواسع في الخرطوم وجنوب كردفان.

استمرار خطر الانتهاكات

وحذرت المنظمة من استمرار خطر الانتهاكات في شمال دارفور ومنطقة كردفان، مشيرة إلى تقارير الأمم المتحدة حول ظهور انتهاكات خطيرة مع سيطرة مليشيا  الدعم السريع على مدينة بارا في شمال كردفان، حيث أفادت نقابة أطباء السودان بتعرض 11 امرأة للاغتصاب على يد القوات، بينما قتل 12 كادراً طبياً، وفقًا لتقارير وزارة الصحة ومجموعة 'محامو الطوارئ'.

موجة انتهاكات متعددة الأشكال

وأكدت المنظمة أن الانتهاكات الأخيرة تضمنت عمليات تصفية جماعية واعتقالات تعسفية ونهب وتخريب للمرافق، مما يعكس استمرار الأزمة الإنسانية الحادة في المنطقة، ويؤكد الحاجة الملحة لمساءلة المسؤولين عن هذه الجرائم