اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٧ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشفت مصادر متطابقة من مدينة مليط الواقعة شمال مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، عن قيام قوات الدعم السريع باعتقال عشرات المدنيين بتهم تتعلق بـ'التخابر والتعاون' مع الجيش السوداني والقوة المشتركة المتحالفة معه، في ظل أوضاع إنسانية مأساوية داخل مراكز الاحتجاز.
اعتقالات متزايدة منذ مطلع العام
وأكد أحمد إسماعيل، عضو لجان المقاومة بمدينة مليط، في تصريح، أن قوات الدعم السريع بدأت منذ مطلع العام الجاري حملة اعتقالات منظمة، طالت عددًا كبيرًا من المواطنين، بينهم سكان محليون ومسافرون مرّوا بالمدينة في طريقهم إلى مناطق مختلفة من دارفور، بحسب 'دارفور24.
وأضاف أن بعض المعتقلين تم احتجازهم من داخل مراكز الإنترنت التي أنشأتها قوات الدعم السريع، بينما اعتُقل آخرون أثناء عبورهم إلى منطقتي الدبة والمثلث الحدودي، مشيرًا إلى أن هؤلاء يتم احتجازهم في مركز يتبع لجهاز الأمن والمخابرات العامة، إلى جانب السجن الرئيسي وقسم الشرطة جنوب المدينة.
معتقلون في ظروف قاسية
قال إسماعيل إن ظروف الاحتجاز سيئة للغاية، حيث يفتقر المعتقلون للغذاء والدواء ومياه الشرب الصالحة، وذكر بالاسم بعض المعتقلين ومنهم: محمد آدم الشهير بـ'طولك'، ومحمد أحمد مختار، مؤكدًا أنهم يعانون من أوضاع إنسانية متدهورة داخل الزنازين.
نقل معتقلين إلى نيالا ومحاكمات بتهم التخابر
وكشف مصدر آخر أن قوات الدعم السريع نقلت عددًا من المعتقلين إلى مدينة نيالا بجنوب دارفور، بعد أن تمت محاكمتهم من قِبل المستشار القانوني، بتهم تتعلق بـ'التخابر مع الجيش السوداني'.
وأشار المصدر إلى أن من بين الذين تم نقلهم العمدة محيي الدين أحمد حسين، الذي اعتُقل عقب خطاب ألقاه داخل مركز لإيواء النازحين دعا فيه المواطنين للاحتجاج على سوء الخدمات الأساسية التي توفرها لجنة إدارة المدينة التابعة للدعم السريع.
مليط تحت سيطرة الدعم السريع منذ أبريل 2024
تخضع مدينة مليط منذ أبريل من العام الماضي لسيطرة قوات الدعم السريع، عقب معارك ضارية خاضتها مع القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة، والتي اضطرت لاحقًا للانسحاب من المدينة.
ومنذ ذلك الحين، تتزايد شكاوى المواطنين من القبضة الأمنية المشددة، والاعتقالات التعسفية، والتضييق على الحريات، وسط مناشدات حقوقية متكررة لتدخل المنظمات الإنسانية والحقوقية من أجل الإفراج عن المحتجزين وتقديم المساعدات الضرورية.
تساؤلات حول مصير المعتقلين
يثير تصاعد حملات الاعتقال في مليط تساؤلات جدية حول المصير الغامض لعشرات المدنيين الذين لم تُوجّه إليهم تهم رسمية، أو لم يُعرضوا على القضاء، في ظل غياب رقابة قانونية، ومعاناة إنسانية آخذة في التفاقم.
وتتزايد المخاوف من استخدام الاعتقال كأداة للترهيب السياسي، خاصة في المدن التي تشهد توترات بين قوات الدعم السريع والقوى المناهضة لها، بما فيها الجيش السوداني والمجموعات المدنية المسلحة.