اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ١٧ أيلول ٢٠٢٥
برزت إلى العلن أزمة جديدة تعصف بميليشيا الدعم السريع، بعد أن دعا القائد الميداني محمد زين السميح قواته للانسحاب الفوري من المحاور الشمالية لمدينة الفاشر خلال 24 ساعة، مبرراً خطوته بعدم قدرة قواته على مواجهة المدفعية الثقيلة التي يستخدمها الجيش والقوة المشتركة والقوات المساندة في محيط المدينة.
وفي مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، اتهم السميح قيادة الميليشيا بدفع مقاتليها إلى المحارق في جبهات دارفور وكردفان، مشيراً إلى الخسائر الكبيرة التي تكبدتها قواته في معركة بارا، حيث سقط العشرات ومن بينهم عبد الكريم محمد صوصة.
تمييز قبلي يفاقم الأزمة
منذ انكسارها في الخرطوم ووسط البلاد، تعيش الميليشيا حالة من التفرقة الداخلية مع تصاعد نفوذ قبيلة الرزيقات الماهرية على حساب قبائل أخرى أبرزها المسيرية، وهو ما أثار موجة من التذمر بين المقاتلين. وأوضح السميح أن الماهرية تستأثر بالأسلحة والعتاد والرعاية الصحية، بينما يُدفع بغيرهم إلى الخطوط الأمامية دون حماية كافية، الأمر الذي يهدد باندلاع انشقاقات واسعة.
انكسارات في محور الفاشر
مراقبون اعتبروا تصريحات السميح بمثابة جرس إنذار يعكس حجم التصدع والانهيار داخل صفوف الميليشيا، خاصة في محور الفاشر الذي يشهد معارك متواصلة. فقد فشلت قوات الدعم السريع في أكثر من 250 محاولة هجوم متكرر على المدينة، وتكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات أمام صمود الجيش والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية.
انهيار الانضباط العسكري
الخبير العسكري الجنرال معاوية علي عوض الله أشار إلى أن الأزمة لا تتعلق فقط بخسائر المعارك، بل بتنامي الإحباط وسط المقاتلين بسبب التمييز القبلي وغياب العدالة في توزيع الموارد والأدوار. وقال إن إبقاء كتائب الماهرية بعيداً عن الخطوط الأمامية مع دفع المجموعات الأخرى نحو “المحارق” يعمّق الشعور بالخيانة، ما يهدد بانهيار الانضباط العسكري وتفكك المنظومة من الداخل.
مؤشر على الانهيار
وبحسب المتابعين، فإن دعوة السميح لجنوده بالانسحاب تكشف فقدان الثقة بين القيادة المركزية والقيادات الميدانية، وتشير إلى بداية مرحلة جديدة من التراجع والانكسار. ومع استمرار الضغط العسكري للجيش وتنامي الصراعات القبلية داخل الميليشيا، تبدو الأخيرة مهددة بمزيد من الانشقاقات التي قد تعجّل بنهايتها في إقليم دارفور.
إسماعيل جبريل تيسو