اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
شهدت مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور صباح اليوم تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث أفادت مصادر أن مليشيا الدعم السريع شنت هجوماً مدفعياً مكثفاً على عدد من الأحياء داخل المدينة، في أحدث تطور للأوضاع المتوترة التي تعيشها الفاشر منذ أكثر من عام.
الجيش والقوات المشتركة تتصدى لمحاولات التسلل
وأكد مسؤول عسكري بالقوات المشتركة لقناة العربية أن الجيش السوداني تمكن من صد محاولات تسلل لمليشيا الدعم السريع في بعض المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش، مشيراً إلى أن القوات النظامية ما تزال تحافظ على مواقعها في محاور المدينة الرئيسية رغم كثافة القصف المدفعي المستمر منذ الصباح.
خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد
وقبل أيام قليلة، أعلن الجيش السوداني أنه تصدى لهجوم واسع شنته مليشيا الدعم السريع على المحور الشمالي الشرقي للفاشر، مؤكداً أنه كبّد المهاجمين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية.
وأصدرت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش بياناً أوضحت فيه أن الهجوم الأخير أدى إلى مقتل ثلاثين شخصاً بعد استهداف مركز إيواء داخل المدينة بطائرات مسيّرة، مما أسفر كذلك عن إصابة عدد من المدنيين بجروح متفاوتة.
وأشار البيان إلى أن المدينة شهدت قصفاً مدفعياً متقطعاً استهدف الأحياء السكنية، بالتزامن مع تحليق مكثف للطائرات المسيّرة التابعة للدعم السريع، قبل أن تعود الأوضاع إلى حالة من الهدوء الحذر في ساعات المساء.
عمليات نهب وخطف وسط المدنيين
وكشف الجيش في بيانه عن عمليات نهب واسعة تمارسها مليشيا الدعم السريع ضد سكان الفاشر، مشيراً إلى قيام عناصر مسلحة باختطاف مدنيين ومطالبة ذويهم بدفع فدية مالية مقابل إطلاق سراحهم، فيما يُقتل بعضهم في حال عدم الاستجابة. وأكدت وزارة الخارجية السودانية في وقت لاحق أن الهجوم على المدينة أسفر عن مقتل 57 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، مطالبة المجتمع الدولي بإدانة الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في دارفور.
الأمم المتحدة تطالب بتحقيق شامل
من جهتها، طالبت الأمم المتحدة بإجراء تحقيق شامل وشفاف في عمليات استهداف المدنيين بمدينة الفاشر، مشددة على ضرورة محاسبة المتورطين في الانتهاكات. وأكدت تقارير المنظمة أن مليشيا الدعم السريع حققت تقدماً عسكرياً خلال الأسابيع الأخيرة باتجاه المدينة التي تحاصرها منذ أكثر من عام كامل، وهي المدينة الرئيسية الوحيدة في إقليم دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني.
مجاعة خانقة وسكان يقتاتون على علف الحيوانات
وعلى الصعيد الإنساني، تعيش مدينة الفاشر أوضاعاً مأساوية غير مسبوقة، حيث انعدمت المواد الغذائية بالكامل تقريباً، مما أجبر السكان على اللجوء إلى تناول علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة، وفق ما نقلت المصادر المحلية. حتى أن علف الحيوانات ذاته أصبح نادراً بسبب الحصار المشدد ومنع دخول الإمدادات الإنسانية إلى المدينة.
محنة إنسانية تطال أكثر من مليون شخص
وحذّرت الأمم المتحدة مراراً من كارثة إنسانية تهدد نحو مليون شخص محاصرين داخل الفاشر وفي المخيمات المحيطة بها، بعد أن انقطعت عنهم المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية منذ أشهر طويلة.