اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣٠ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
شهد المحيط الهادي الأربعاء موجات تسونامي عاتية ضربت عدة مناطق ساحلية بعد زلزال عنيف بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر، ضرب قبالة أرخبيل كامتشاتكا الروسي، حسبما أفاد معهد الجيوفيزياء الأميركي في هاواي، في واحد من أعنف الزلازل المسجلة حول العالم.
تسونامي روسيا.. الشوارع تغمرها المياه
وقالت السلطات الروسية إن موجات تسونامي ضربت مناطق في شمال أرخبيل كوريل وتحديدًا توسناميسيفيرو-كورليسك، حيث غمرت المياه الشوارع بشكل جزئي.
ونقلت وسائل إعلام محلية أن موجة قوية وصل ارتفاعها إلى ما بين 3 و4 أمتار سُجلت في منطقة إليزوفسكي الواقعة ضمن إقليم كامتشاتكا، في مشهد مهيب أثار الذعر بين السكان المحليين.
اليابان تحت الإنذار.. الأمواج تلامس السواحل
في اليابان، سجّلت وكالة الأرصاد الجوية موجات تسونامي تراوح ارتفاعها بين مترين إلى ثلاثة أمتار في منطقة أيواتي الشمالية، محذرة من وصول موجات أكبر على طول سواحل البلاد المطلة على المحيط الهادي، وقد أُطلقت تحذيرات واسعة النطاق تحسبًا لأي تطورات.
سر التسونامي المدمر.. كيف تتولد هذه الكارثة؟
تتولد موجات التسونامي عادة من زلازل تقع في قعر البحار، حيث تُحدث الهزات الأرضية كميات هائلة من الماء تتحرك من الأعماق نحو السطح، بخلاف الموجات السطحية العادية. هذه الموجات تبدأ صغيرة ومتباعدة، لكنها تكتسب قوة هائلة مع اقترابها من اليابسة.
عندما تقترب من السواحل، تبدأ الموجات في التباطؤ والتقارب، ما يزيد من ارتفاعها بشكل مفاجئ قد يصل أحيانًا إلى 20 مترًا، مسببة دمارًا واسع النطاق، خاصة في المناطق الساحلية منخفضة الارتفاع.
سرعة هائلة ومسافة شاسعة
موجات التسونامي لا تفقد طاقتها بسهولة، على عكس الموجات العادية، حيث تسير بسرعة قد تصل إلى 800 كيلومتر في الساعة، ما يمكّنها من عبور آلاف الأميال لتضرب مناطق بعيدة عن مركز الزلزال الأصلي.
تسونامي تشيلي 1960.. كارثة عبر المحيط
من أشهر موجات التسونامي في التاريخ، تلك التي نجمت عن زلزال تشيلي عام 1960، بقوة 9.5 درجة، حيث وصلت الموجات بعد ساعات إلى سواحل اليابان محدثة دمارًا واسعًا، في واحدة من أقوى الموجات العابرة للمحيط الهادي.
أسباب أخرى.. ليس الزلزال وحده
ورغم أن معظم موجات التسونامي تنجم عن الزلازل، إلا أن هناك أسبابًا أخرى مثل الانهيارات الأرضية البحرية، أو حتى ثوران البراكين تحت الماء. ففي بابوا غينيا الجديدة عام 1998 تسبب انهيار أرضي نتيجة زلزال في مقتل أكثر من 2000 شخص.
أما في عام 1883، فقد تسبب ثوران بركان جزيرة كراكاتوا الواقعة بين جاوا وسومطرة في مقتل حوالي 36400 شخص، نتيجة موجات تسونامي مدمرة اجتاحت سواحل المنطقة.
تسونامي 2004.. أقوى من القنابل الذرية
واحدة من أسوأ الكوارث في التاريخ الحديث وقعت في 26 ديسمبر 2004، حين ضرب تسونامي عنيف جنوب شرق آسيا. الزلزال المسبب كانت قوته تعادل ما يقرب من 23 ألف قنبلة ذرية كتلك التي أُلقيت على هيروشيما، وأسفر عن مقتل نحو 220 ألف شخص في 10 دول مختلفة.
كارثة اليابان 2011.. الزلزال والتسونامي معا
في مارس 2011، شهدت اليابان كارثة أخرى عندما ضربها زلزال بقوة 9 درجات، أعقبه تسونامي اجتاح السواحل الشمالية الشرقية، مخلّفًا نحو 20 ألف قتيل ومفقود، وأدى إلى دمار محطة فوكوشيما النووية، ما تسبب في أزمة نووية عالمية.
ليس المحيط الهادي فقط.. البحر المتوسط لم يسلم
ظاهرة التسونامي لا تقتصر على المحيط الهادي فحسب. فقد سُجلت تسونامي في البحر المتوسط والمحيط الأطلسي أيضًا، وذكرت مصادر تاريخية للمؤرخ الروماني أميانوس مارسيلوس أن مدينة الإسكندرية في مصر شهدت تسونامي مدمرًا عام 365 ميلادية، وهو دليل على أن هذه الظاهرة قديمة وواسعة النطاق.
جهود عالمية للوقاية والرصد المبكر
بسبب قوة التدمير التي تحملها موجات التسونامي، تنسق الدول المطلة على المحيط الهادي جهودها في المراقبة والتحذير المبكر. يتم استخدام أنظمة إنذار متطورة تعتمد على حساسات قاع البحر والأقمار الصناعية، لرصد أي نشاط زلزالي محتمل يمكن أن يؤدي إلى تسونامي، مع إصدار التحذيرات للسكان فورًا.
وفي مواجهة هذا التهديد المتجدد، تظل الوقاية والجاهزية المبكرة هما السبيل الوحيد لحماية الأرواح وتقليل الخسائر.