اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٩ حزيران ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في حادثة مأساوية هزت الأوساط المصرية، عثرت السلطات مساء السبت، ثاني أيام عيد الأضحى، على جثامين 10 أشخاص يُشتبه في كونهم من المهاجرين غير الشرعيين، وذلك على شاطئ منطقة العزيزية غرب مدينة براني بمحافظة مطروح.
تفاصيل الضحايا وهوياتهم
أفادت مصادر طبية بأن الجثامين شملت ثمانية مصريين من محافظة أسيوط، إضافة إلى مواطن ليبي وآخر سوداني، وقد تم نقل الضحايا إلى مستشفى مطروح العام، حيث جرى وضع الجثامين تحت تصرف النيابة العامة تمهيدًا لمباشرة التحقيقات الرسمية، والعمل على تحديد الهويات بدقة باستخدام وسائل الطب الشرعي.
انطلاق المركب من سواحل شرق ليبيا
بحسب المعلومات الأولية التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية والطبية، فإن المركب الذي كان يقل الضحايا يُرجح أنه أبحر من أحد الشواطئ الواقعة بين منطقتي 'مساعد' و'درنة' في شرق ليبيا، وهما منطقتان تُعرفان بنشاط عصابات تهريب البشر، التي تستغل ضعف الرقابة والوضع الأمني المعقد في ليبيا لتسيير رحلات غير قانونية نحو أوروبا عبر مصر أو مباشرة عبر البحر المتوسط.
مراكب الموت وسيناريو الكارثة
المصادر المصرية رجحت أن يكون سبب الكارثة هو استخدام المهربين لقوارب متهالكة وغير مؤهلة للإبحار لمسافات طويلة، خاصة مع سوء الأحوال الجوية، وعدم توفر معدات السلامة، ما أدى إلى انقلاب القارب أو تعطله في عرض البحر، ومن ثم غرق من كانوا على متنه، قبل أن تقذف الأمواج بجثامين بعضهم إلى شاطئ العزيزية.
تحرك أمني وطبي عاجل
فور تلقي البلاغ، تحركت سيارات الإسعاف إلى الموقع، وتم إبلاغ الأجهزة الأمنية التي بدورها شكلت فرق بحث وتحقيق بالتنسيق مع مديرية الصحة في مطروح، بهدف تحديد الأسباب الدقيقة للوفاة والتوقيت التقريبي للغرق، ومعرفة ما إذا كانت هناك إصابات تشير إلى اعتداءات أو عنف تعرض له الضحايا قبل الوفاة.
تحذير من مخاطر الهجرة غير الشرعية
على خلفية هذه الحادثة المروعة، ناشدت محافظة مطروح بضرورة تكثيف حملات التوعية، خاصة في المحافظات المعروفة بتصدير أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين وعلى رأسها محافظة أسيوط، لتحذير الشباب من المخاطر القاتلة التي تحيط بمحاولات الهجرة غير القانونية، والتي غالبًا ما تنتهي بكوارث إنسانية.
البحر المتوسط.. مقبرة المهاجرين
تعد هذه الحادثة جزءًا من سلسلة طويلة من الكوارث المرتبطة بمحاولات الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، حيث يعتمد المهاجرون على ثلاث طرق رئيسية:
وغالبًا ما تكون هذه الطرق محفوفة بالمخاطر بسبب القوارب المتهالكة، والازدحام الشديد، وعدم كفاية إجراءات الإنقاذ، فضلًا عن استغلال المهربين لليائسين من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
جهود الدولة لمواجهة الظاهرة
رغم التحديات، تواصل السلطات المصرية جهودها للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، من خلال تشديد الرقابة على السواحل، وفرض عقوبات رادعة على من يثبت تورطهم في عمليات التهريب، بالإضافة إلى إطلاق حملات توعية في المدارس والقرى والمراكز الأكثر فقرًا، لتحذير المواطنين من عواقب هذه الرحلات المميتة.
واقع صعب وأمل ضائع
تعكس هذه الفاجعة مأساة مركبة يعيشها الشباب المصري وغيرهم من أبناء الدول العربية والأفريقية، ممن تدفعهم البطالة والفقر وفقدان الأمل إلى ركوب قوارب الموت بحثًا عن حياة أفضل، لكنهم ينتهون في قاع البحر أو على الشواطئ جثثًا هامدة.
النيابة تواصل التحقيق
أكدت المصادر أن النيابة العامة بدأت بالفعل تحقيقاتها الموسعة في الواقعة، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، لتحديد شبكة التهريب المتورطة، ومصدر القارب، والتنسيق مع السلطات الليبية والدولية للقبض على المتورطين، في محاولة لوضع حد لمثل هذه الحوادث المأساوية.