حماس تفتح النار على ترامب: غزة ليست للبيع

متابعات- نبض السودان

في رد حاد ومباشر على التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، أكدت حركة حماس أن غزة ليست للبيع وليست عقارًا يُعرض في السوق المفتوحة، مؤكدة أن المساعدات الإنسانية لا يمكن أن تكون ثمناً لمستقبل القطاع أو لسيادته.

جاء ذلك في بيان رسمي أصدره باسم نعيم، عضو المكتب السياسي في الحركة، تعقيبًا على ما صرح به ترامب خلال اجتماع مع قادة أعمال في الدوحة، حيث تحدث عن رغبته في تحويل غزة إلى منطقة حرة بل وذهب إلى حد القول: 'لو امتلكت الولايات المتحدة غزة، سأكون فخورًا'.

تصريحات ترامب تثير الغضب الفلسطيني والدولي

ترامب قال صراحة خلال الاجتماع إن غزة 'لا يوجد فيها شيء يمكن إنقاذه'، وإن الولايات المتحدة يجب أن تتدخل وتسيطر عليها وتعيد إعمارها، مضيفًا: 'أريد أن أراها منطقة حرة'، ومشيرًا إلى أن الناس يعيشون تحت أنقاض المباني، معتبرًا هذا 'أمرًا غير مقبول'.

ووصف غزة بأنها منطقة مدمرة بالكامل بعد الحملة العسكرية الإسرائيلية، متسائلًا عن جدوى الحفاظ على وضعها الحالي، وأعاد طرح فكرته المثيرة للجدل التي كشف عنها لأول مرة في فبراير، وهي أن يتم إجبار الفلسطينيين على النزوح إلى أماكن أخرى، وهي فكرة وُصفت عالميًا بأنها تندرج تحت 'التطهير العرقي'.

حماس: إدخال المساعدات 'الحد الأدنى' للمفاوضات

وفي تعليقه على المفاوضات الجارية بين حماس وإسرائيل، أكد باسم نعيم أن فتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية هو الحد الأدنى لتهيئة بيئة تفاوضية مواتية، مشيرًا إلى أن إسرائيل تفرض حصارًا خانقًا على القطاع منذ مارس الماضي، في أعقاب هجوم حماس في أكتوبر 2023.

وأضاف أن الحديث عن مفاوضات دون رفع الحصار وإدخال المواد الغذائية والدوائية هو محاولة للضغط على المقاومة عبر تجويع الشعب، وهو أمر ترفضه حماس بشكل قاطع.

'غزة ليست للبيع': رسالة المقاومة الواضحة

في بيانه، شدد باسم نعيم على أن غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية، وأنها ليست سلعة للمزايدة السياسية أو صفقات إعادة الإعمار المشروطة، موضحًا أن الشعب الفلسطيني لم يفوّض أحدًا ليبيع الأرض أو يساوم على سيادتها.

وجاءت تصريحات المسؤول الحمساوي في وقت تزداد فيه الضغوط الدولية لإيجاد حلول سياسية للأزمة المتصاعدة في غزة، التي تحولت إلى ساحة حرب منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي، والذي تسبب في مقتل ما يقارب 53 ألف فلسطيني، وتشريد مئات الآلاف.

هيومن رايتس ووتش: الحصار 'أداة إبادة'

في سياق متصل، وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة بأنه أصبح 'أداة للإبادة'، مؤكدة أن ما يجري في القطاع من تدمير ممنهج للبنية التحتية ومنع المساعدات يرقى إلى جرائم حرب متعمدة.

وتحدث تقرير للمنظمة عن أن القيود المفروضة على دخول الغذاء والدواء والماء والوقود تهدد حياة أكثر من 2.3 مليون إنسان، يعانون من نقص حاد في المواد الأساسية ومياه الشرب، وسط دمار شبه كامل للقطاع الصحي.

رفض عربي ودولي متزايد للخطة الأمريكية

تصريحات ترامب قوبلت بتنديد واسع من قبل الفلسطينيين والدول العربية والأمم المتحدة، والتي رأت أن مقترحات 'إعادة التوطين' و'التحكم الأمريكي بغزة' تشكل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي ومبدأ حق تقرير المصير، محذّرة من أن مثل هذه الطروحات لن تجلب سوى مزيد من التوتر والانفجار في المنطقة.

وتزامنت تصريحات ترامب مع زيارة مسؤولين دوليين للمنطقة في محاولة لإنعاش المفاوضات ووقف العمليات العسكرية، إلا أن تلك التصريحات قد تقوّض أية جهود باتجاه تهدئة حقيقية.