اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
تشهد مليشيا الدعم السريع حالة متفاقمة من التوتر والانقسام الداخلي، وسط تصاعد الصراعات القبلية والميدانية بين قادتها وعناصرها في عدد من مناطق إقليمي كردفان ودارفور، ما يعكس حجم التصدع داخل بنيتها التنظيمية وتراجع الانضباط العسكري بين صفوفها. هذه التطورات الأخيرة تمثل، بحسب مراقبين، مؤشرًا واضحًا على قرب انهيار المليشيا وفشل مشروعها العسكري والسياسي.
صدام القادة في لقاوة
أكدت مصادر ميدانية متطابقة وقوع اشتباكات دامية بين فصائل تابعة لمليشيا الدعم السريع في منطقة لقاوة بولاية غرب كردفان خلال اليومين الماضيين، حيث اندلعت معارك عنيفة بين قوات يقودها المتمرد حسين برشم وأخرى موالية لـ موسى أغيبش.
وبحسب غرفة طوارئ دار حمر، فإن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 12 فردًا وسقوط عدد من الجرحى من الطرفين، في مشهد يعكس التنافس المحموم بين القيادات الميدانية داخل المليشيا على السيطرة والنفوذ، وسط غياب واضح لتوجيهات القيادة المركزية أو أي سلطة تنظيمية تضبط صفوفها.
قتل وإذلال في ريفي الخوي
وفي منطقة ريفي الخوي، تفجّرت مواجهة جديدة بين فصائل المليشيا المنهارة، حيث هاجمت قوة منسحبة من منطقة المزروب شمال كردفان وحدة تابعة للمليشيا بقيادة المدعو حسون الحميري في عيال بخيت التابعة لمحلية الخوي.
وأوضحت غرفة طوارئ دار حمر أن القوة المهاجمة جردت خصومها من الزي العسكري والأسلحة، ثم جلدتهم بالسياط وقتلت ثلاثة منهم، في واقعة تمثل مثالًا صارخًا على الانفلات الميداني وغياب الانضباط العسكري التام داخل المليشيا، التي باتت تتناحر في ما بينها أكثر مما تواجه الجيش السوداني.
صدامات دارفور وجدلية الرصاصة الأولى
لم تكن دارفور بعيدة عن هذا المشهد المأزوم، إذ شهدت مدينة مليط اشتباكات عنيفة بين عناصر المليشيا على خلفية خلافات حول توزيع العتاد والذخيرة، انتهت بمقتل قائد استخبارات المليشيا في المدينة وإغلاق الأسواق والمحال التجارية.
كما شهدت مدينة كاس اشتباكات قبلية دامية بين عناصر المليشيا من قبيلتي البرقو والبني هلبة، وسط فوضى عارمة وتبادل إطلاق النار في الشوارع، في دلالة على انهيار وحدة المليشيا التنظيمية وتحولها إلى مجموعات متناحرة تتحرك وفق الولاءات القبلية لا الأوامر العسكرية.
تفكك داخلي متسارع
تؤكد هذه الأحداث المتلاحقة أن مليشيا الدعم السريع تعيش حالة تفكك بنيوي خطير، إذ فشلت قيادتها في فرض أي شكل من أشكال السيطرة على عناصرها أو ضبط تصرفاتهم، بينما غابت القيادة المركزية تمامًا عن المشهد الميداني.
وفشلت ما تُعرف بـ «حكومة التأسيس» التابعة للمليشيا في إدارة شؤون المواطنين بالمناطق التي سيطرت عليها، لتتفاقم الأزمات الأمنية والإنسانية، وتتحول تلك المناطق إلى بؤر للفوضى والنهب والعنف المسلح.
انعكاسات الصراع على مسار الحرب
يأتي تصاعد الخلافات داخل صفوف المليشيا في وقت يشهد فيه الجيش السوداني تقدمًا ميدانيًا واضحًا في عدة جبهات، خصوصًا في كردفان ودارفور. هذا التناحر الداخلي أفقد المليشيا تماسكها التنظيمي، وقلّص من قدرتها على المناورة أو الصمود في مواجهة العمليات العسكرية المنسقة للقوات المسلحة.
ويرى مراقبون أن استمرار هذه الانقسامات القبلية والميدانية سيقود إلى تفكك المليشيا إلى فصائل متناحرة، ما يعني عمليًا نهاية مشروعها العسكري والسياسي الذي قامت عليه، مؤكدين أن ضعف القيادة وتضارب المصالح الداخلية جعلها تنهار من الداخل قبل أن تُهزم عسكريًا.
نحو نهاية وشيكة لمشروع الفوضى
يشير المحللون إلى أن الصراعات التي تمزق جسد المليشيا اليوم تمثل المرحلة الأخيرة في مسار سقوطها، خصوصًا بعد أن باتت الولاءات القبلية والأطماع الشخصية هي المحرك الرئيس لعناصرها، في مقابل تماسك الجيش السوداني الذي يستعيد السيطرة تدريجيًا على الأرض.
ويُرجّح أن تشهد الفترة المقبلة تحولات ميدانية حاسمة في مسار الحرب، لصالح الجيش الذي يستفيد من هذا الانهيار الداخلي للمليشيا لتوسيع نطاق سيطرته واستعادة الأمن في دارفور وكردفان ومناطق أخرى من البلاد.


























