اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٩ حزيران ٢٠٢٥
بورتسودان – نبض السودان
في خطوة حاسمة لمكافحة وباء الكوليرا الذي يشكّل تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة، أعلنت وزارة الصحة السودانية اليوم الخميس عن تسلّمها الدفعة الأولى من لقاحات الكوليرا بدعم دولي، حيث وصلت شحنة كبيرة من اللقاحات إلى مطار بورتسودان، وسط ترتيبات لوجستية مكثفة لضمان سرعة التوزيع في المناطق المتأثرة.
وصول أول دفعة من لقاحات الكوليرا عبر مطار بورتسودان
أكدت وزارة الصحة أن الدفعة الأولى التي وصلت اليوم تضم مليونًا وخمسمائة ألف جرعة من لقاح الكوليرا، مقدّمة من لجنة التنسيق الدولية المعنية بالاستجابة السريعة للأوبئة، بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين في المجال الصحي.
وأضافت الوزارة أن الكمية المتبقية من الشحنة، والتي تشمل مليونًا وخمسمائة ألف جرعة إضافية، من المتوقع وصولها إلى البلاد غدًا الجمعة، ليكتمل بذلك العدد الكلي للجرعات إلى ثلاثة ملايين جرعة.
دعم مباشر من لجنة مكافحة الكوليرا والمنظمات الدولية
أوضحت الوزارة أن هذه الكمية الضخمة من اللقاحات تأتي في إطار جهود لجنة مكافحة الكوليرا الدولية لمساندة السودان في احتواء انتشار المرض الذي تفشى في عدة ولايات خلال الأشهر الماضية.
وأكدت أن الاستجابة السريعة من قبل الشركاء الدوليين، وفي مقدمتهم منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة 'اليونيسف'، ساعدت في تسهيل نقل وتوصيل هذه الشحنات إلى السودان رغم التحديات اللوجستية والظروف الإنسانية المعقدة.
دارفور في مقدمة الأولويات.. مليون ومئتا ألف جرعة للولايات الغربية
وفي تصريحات صحافية رسمية، كشفت وزارة الصحة عن تخصيص مليون ومئتي ألف جرعة من لقاحات الكوليرا لولايات دارفور، التي تُعد من أكثر المناطق تضررًا في البلاد من حيث انتشار المرض وارتفاع معدلات الإصابة.
وأشارت الوزارة إلى أن هذا التخصيص تم بدعم لوجستي مباشر من منظمة اليونيسف، التي ساهمت في تهيئة الظروف الملائمة لنقل وتوزيع الجرعات في ولايات دارفور الخمس، بالتنسيق مع السلطات المحلية والمنظمات الوطنية العاملة في المجال الصحي.
أهمية الشحنة الجديدة في احتواء وباء الكوليرا
رحبت الأوساط الطبية والإنسانية في السودان بوصول الشحنة الجديدة من اللقاحات، واعتبرتها خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح نحو السيطرة على المرض والحد من انتشاره، لا سيما في ظل الظروف الصحية المعقدة التي تعيشها البلاد نتيجة النزاعات الداخلية، والنزوح الجماعي، وتدهور أنظمة الصرف الصحي.
وشددت وزارة الصحة على ضرورة التعاون المجتمعي في إنجاح حملات التطعيم، مؤكدة أن اللقاح يمثل أحد أهم أدوات الحماية الفعالة ضد تفشي المرض، إلى جانب تحسين سلوكيات النظافة الشخصية وضمان الوصول إلى مياه شرب آمنة.
استمرار التنسيق مع الجهات الدولية
من جانبها، جددت الوزارة التزامها الكامل بمواصلة التنسيق مع المنظمات الدولية والجهات المانحة لتوفير المزيد من الإمدادات الطبية والدعم الفني، خاصة وأن عددًا من الولايات لا تزال تشهد حالات إصابة متفرقة، مما يتطلب استجابة صحية مرنة وسريعة.
كما شددت على أهمية دعم المجتمع الدولي للنظام الصحي السوداني، في ظل التحديات التي يواجهها القطاع نتيجة الحرب والنزوح والضغط الكبير على المرافق الصحية في عدد من الولايات المستضيفة.