اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
شهدت العاصمة البريطانية لندن واقعة غريبة أثارت الجدل في الأوساط الرياضية والإعلامية، بعدما تم طرد سائق حافلة من عمله بسبب ارتدائه قميص نادي ليفربول أثناء قيادته للحافلة قرب ملعب 'ستامفورد بريدج'، معقل فريق تشيلسي الإنجليزي، عقب المباراة التي جمعت الفريقين مؤخرًا ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
Liverpool supporting London bus driver meets Chelsea fans
تفاصيل الواقعة التي أثارت ضجة
القصة بدأت عندما كان السائق الشاب إسحق، البالغ من العمر 21 عامًا، يقود الحافلة في أحد خطوط النقل العامة في لندن، وهو يرتدي قميص فريق ليفربول الذي يشجعه منذ طفولته. ولكن ما لم يكن في الحسبان أن طريق الحافلة سيمر أمام ملعب تشيلسي مباشرة بعد فوز الفريق على ليفربول بهدفين مقابل هدف واحد في مباراة مثيرة. وما إن لاحظ مشجعو تشيلسي القميص الأحمر خلف مقود الحافلة، حتى اشتعلت الأجواء.
جماهير تشيلسي تحاصر الحافلة
بحسب مقطع الفيديو الذي اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي خلال ساعات، فقد تجمع عدد كبير من مشجعي تشيلسي حول الحافلة فور رؤيتهم لقميص ليفربول، وبدأوا بالهتاف والسخرية والطرق على نوافذ المركبة، مما أدى إلى توقفها التام وسط الشارع وخلق حالة من الفوضى أمام بوابات ملعب 'ستامفورد بريدج'. وتدخلت الشرطة بعد دقائق لتفريق الجماهير واحتواء الموقف الذي كاد يتحول إلى شجار جماعي.
الشركة تتخذ قرارًا مفاجئًا
لكن الغرابة لم تتوقف هنا، إذ كشفت صحيفة 'ديلي ميل' البريطانية أن شركة النقل التي يعمل بها السائق اعتبرت ما حدث 'إخلالًا بالنظام العام' وتسببًا في تعطيل حركة المرور وتأخير الرحلات، لتقرر على الفور فصله من العمل. الشركة بررت القرار بأن ارتداء زي يحمل رموزًا أو ألوانًا قد تثير الحساسية في مناطق معينة يمثل 'سلوكًا غير مهني' من موظفيها، خاصة أثناء المباريات الكبرى.
إسحق يروي قصته بمرارة
في مقابلة تلفزيونية، تحدث إسحق بحرقة قائلاً: 'استيقظت في الصباح لأداء عملي كالمعتاد، ولم أكن أعلم أن خط السير سيمر أمام ملعب تشيلسي. ارتديت أول قميص وجدته نظيفًا، وكان قميص ليفربول'. وأضاف: 'عندما اقتربت من الملعب، فوجئت بالجماهير تحيط بالحافلة، وتصرخ وتطرق على الزجاج، كان المشهد مرعبًا رغم أن البعض اعتبره مضحكًا في الفيديو المنتشر'.
لحظة رعب أمام ملعب تشيلسي
تابع السائق روايته قائلاً: 'حاولت تهدئة الموقف، وأغلقت النوافذ بيدي عندما حاول بعضهم فتحها، قبل أن تتدخل الشرطة وتعيد النظام. كنت أرتجف من التوتر، فالموقف كان خارجًا عن السيطرة تمامًا، ولم يكن لدي أي نية لاستفزاز أحد'.
السائق ينتقد هيئة النقل البريطانية
لم يتوقف إسحق عند ذلك، بل وجه انتقادات لاذعة إلى هيئة النقل في لندن، قائلاً: 'لم يطلب مني أحد تغيير القميص أو تغطيته أثناء العمل، ولم تكن هناك مشكلة حتى انتشر الفيديو على الإنترنت، بعدها تغير كل شيء فجأة'. وأضاف: 'لا يوجد منطق في قرارات الإدارة، أشعر أنني كنت ضحية موقف تافه جرى تضخيمه بلا مبرر'.
التفكير في تغيير المهنة
وختم إسحق حديثه قائلاً: 'سئمت من قيادة الحافلات العامة بعد هذه الواقعة، أفكر الآن في الانتقال إلى العمل في الحافلات السياحية، ربما يكون هناك احترام أكبر للعقل والمنطق'. وأشار إلى أنه تلقى دعمًا واسعًا من مشجعي ليفربول الذين وصفوا ما حدث بأنه 'ظلم غير مبرر'.
تفاعل واسع على مواقع التواصل
انتشر الفيديو على نطاق واسع في بريطانيا والعالم، وأثار موجة من السخرية والتعاطف في آن واحد. فبينما اعتبر البعض الواقعة 'دليلًا على تعصب جماهير كرة القدم'، رأى آخرون أنها 'مبالغة من شركة النقل' التي كان بإمكانها الاكتفاء بتنبيه أو لفت نظر بدلاً من الفصل. كما دشن مشجعو ليفربول حملة على مواقع التواصل تطالب بإعادة السائق إلى عمله، تحت وسم 'الحرية لإسحق'.
بين الولاء والانتماء الرياضي
تبقى الواقعة مثالًا جديدًا على مدى التوتر والانفعال الذي قد تسببه كرة القدم في نفوس الجماهير، حتى خارج الملاعب، لتطرح سؤالًا عريضًا حول حدود الانتماء الرياضي، ومتى يتحول الشغف إلى تعصب قد يدفع ثمنه أبرياء مثل السائق إسحق.=