اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في تحذير غير مسبوق، دقّت وكالة الفضاء الأميركية 'ناسا' ناقوس الخطر بشأن ظاهرة كونية غامضة تُعرف باسم 'الانحراف المغناطيسي في جنوب الأطلسي'، بعد أن بدأت هذه الظاهرة في التمدد والتحرك بطريقة غير مألوفة، ما أثار حالة من الذعر في الأوساط العلمية والبحثية حول العالم.
منطقة خطرة فوق المحيط.. الأقمار الصناعية والمركبات في مهبّ التهديد
الظاهرة، التي تُعرف علميًا باسم South Atlantic Anomaly (SAA)، تشير إلى منطقة شاسعة تقع فوق أمريكا الجنوبية والمحيط الأطلسي الجنوبي، تتسم بانخفاض شديد في قوة المجال المغناطيسي للأرض. ويُعد هذا الانخفاض بوابة مفتوحة تسمح للجسيمات الشمسية ذات الطاقة العالية بالوصول إلى ارتفاعات منخفضة، وهو ما يعرض الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية لعبور خطير في هذه المنطقة.
اضطرابات في نواة الأرض.. أسباب مجهولة تثير القلق
وفقًا لما أورده موقع 'sustainability-times'، فإن العلماء يرجحون أن السبب الرئيسي وراء هذه الظاهرة يعود إلى تحركات غير منتظمة للمعادن المنصهرة في قلب الأرض، وتحديدًا في بنية كثيفة تُعرف باسم 'الكتلة الإفريقية منخفضة السرعة' تقع تحت القارة الأفريقية. وتلعب هذه البنية دورًا غامضًا في التأثير على توليد المجال المغناطيسي، مما يجعلها محور اهتمام الأبحاث الجيولوجية والمغناطيسية حاليًا.
ثغرة في درع الأرض.. التأثيرات تصل إلى الفضاء
هذه 'الثغرة المغناطيسية' تُعتبر تهديدًا مباشرًا للأنظمة الفضائية الحساسة، إذ أن الأقمار الصناعية التي تمر عبر هذه المنطقة تواجه تركيزًا عاليًا من البروتونات النشطة، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى أعطال مؤقتة أو تلف دائم في الأجهزة الإلكترونية على متنها. وحتى محطة الفضاء الدولية التي تدور حول الأرض، تُجبر طواقمها على إيقاف بعض الأجهزة مؤقتًا عند عبورها هذه المنطقة لتجنب الأضرار المحتملة.
تمدد خطير.. الظاهرة تتحرك وتنقسم وتُعقد الموقف
القلق لا يتوقف عند حجم الظاهرة فحسب، بل يتفاقم بسبب سلوكها غير المتوقع. فقد بدأت هذه الظاهرة تتحرك تدريجيًا نحو الشمال الغربي، وفي تطور مثير للقلق، بدأت في الانقسام إلى منطقتين منفصلتين، ما يصعّب من عمليات التنبؤ ويربك العلماء والمراكز البحثية المعنية بمراقبة الفضاء.
هل نحن على أعتاب انقلاب مغناطيسي للأرض؟
رغم كل هذه المؤشرات المثيرة للقلق، أكد علماء 'ناسا' أن الظاهرة لا تعني بالضرورة أن الأرض على وشك الدخول في مرحلة انقلاب مغناطيسي كامل، وهي ظاهرة نادرة جدًا تحدث كل مئات الآلاف من السنين. ومع ذلك، شدد الخبراء على ضرورة مراقبة الوضع عن كثب، خاصة لما للظاهرة من آثار محتملة على التكنولوجيا الحديثة، والاتصالات، وحتى حركة الملاحة الجوية والبحرية.
تهديد غير مرئي.. التحدي الأكبر في رصد الظاهرة
ما يجعل 'الانحراف المغناطيسي في جنوب الأطلسي' أكثر إثارة للقلق هو طبيعته غير المرئية. فالبشر لا يشعرون به بشكل مباشر، ولكنه يهدد ببطء بنية تكنولوجية تعتمد بشكل كبير على الأقمار الصناعية وأنظمة الملاحة الدقيقة. وهذا ما يدفع العلماء إلى تكثيف مراقبة الظاهرة وجمع البيانات وتحليلها لتفادي الكارثة قبل وقوعها.
مستقبل غير واضح.. والعلماء على أهبة الاستعداد
لا توجد حتى الآن مؤشرات مؤكدة على حجم الخطر المستقبلي، ولكن الواضح أن هذه الظاهرة أصبحت أولوية علمية قصوى بالنسبة لوكالة 'ناسا' وشركائها حول العالم. ومن المتوقع أن يشهد العقد القادم توسعًا في الجهود البحثية لدراسة البنية الداخلية للأرض وتأثيرها على المجال المغناطيسي، وربما التوصل إلى فهم أعمق لطبيعة التفاعلات الجيوديناميكية التي تُحدث مثل هذه الاضطرابات.