اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشفت مصادر طبية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، عن مقتل 60 شخصاً على الأقل جراء قصف نفذته طائرات مسيّرة تابعة لمليشيا الدعم السريع على مركز إيواء للنازحين، في واحدة من أعنف الهجمات التي تشهدها المدينة منذ بدء الحصار المفروض عليها قبل أكثر من عام.
مركز دار الأرقم هدف للقصف
وقالت المصادر إن القصف استهدف مركز دار الأرقم في حي أبو شوك غرب المدينة، وهو مبنى كان سابقاً مقراً لفرع جامعة أم درمان الإسلامية قبل أن يتحول إلى مركز لإيواء مئات الأسر التي فرت من مناطق القتال منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. ويعتمد سكان المركز على مساعدات محدودة من التكايا والمطابخ الجماعية وسط أوضاع معيشية وصحية متدهورة.
قصف مزدوج خلال أقل من 24 ساعة
وأفادت تقارير محلية بأن الهجوم تم على مرحلتين متتاليتين، حيث سقطت القذائف الأولى مساء الجمعة على ملاجئ تحت الأرض، ما أدى إلى مقتل 31 مدنياً على الأقل بينهم نساء وأطفال. وفي الساعات الأولى من صباح السبت، عاودت طائرة مسيّرة استهداف فصول دراسية يقيم فيها نازحون، ما تسبب في مقتل العشرات واحتراق عدد من الضحايا داخل مساكنهم المؤقتة.
شهادات مروعة من قلب المأساة
وقالت 'تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر' في بيان على صفحتها بفيسبوك إن الهجوم استهدف مركز دار الأرقم وجامعة أم درمان الإسلامية، وأسفر عن مقتل عشرات المواطنين العزل، بينهم أطفال وكبار سن، بعضهم احترقوا بالكامل داخل الكرفانات. وأضافت أن الجثث لا تزال تحت الأنقاض بينما يحترق آخرون داخل الملاجئ، مؤكدة أن المدينة تعيش مأساة حقيقية ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
نازحون بلا مأوى والمجتمع الدولي صامت
وذكر محمد خميس دودة، المتحدث باسم نازحي مخيم زمزم، أن الهجوم استخدمت فيه طائرات مسيرة ومدفعية ثقيلة، وأسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا. ووصف ما حدث بأنه 'جريمة مكتملة الأركان واستهداف ممنهج للمدنيين'، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.
اشتباكات عنيفة ومحاولات صد الهجوم
وأكد دودة أن الجيش السوداني بالتعاون مع قوات من الحركات المسلحة تمكن من صد الهجوم جزئياً رغم كثافة النيران، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني في المدينة يزداد سوءاً يوماً بعد يوم مع استمرار الحصار وانعدام الإمدادات الغذائية والطبية.
الفاشر.. آخر معقل للجيش في دارفور
ويرى مراقبون أن تصاعد وتيرة الهجمات على الفاشر يعكس رغبة مليشيا الدعم السريع في السيطرة الكاملة على المدينة، باعتبارها آخر معقل إستراتيجي للجيش في إقليم دارفور. وتعد الفاشر مركزاً سياسياً واقتصادياً حيوياً يربط شمال وغرب الإقليم، والسيطرة عليها تمثل تحولاً كبيراً في موازين القوى العسكرية.
إدانة أممية للهجوم واتهامات بجرائم حرب
وفي أول رد دولي، أدان المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك ما وصفه بالاستهتار المتعمد بحياة المدنيين في الفاشر، معبراً عن 'فزعه الشديد' من استمرار عمليات القتل والإصابات وسط المدنيين رغم الدعوات المتكررة لتوخي الحذر. وحذرت منظمات حقوقية محلية من أن نمط الاستهداف المتكرر للمدنيين في المدينة قد يرقى إلى جرائم حرب، مطالبة بفتح تحقيق دولي مستقل في هذه الانتهاكات.
أرقام مفزعة خلال أيام
وبحسب تقارير المفوضية الأممية لحقوق الإنسان، فإن الفترة بين 5 و8 أكتوبر الجاري شهدت مقتل 53 مدنياً على الأقل وإصابة أكثر من 60 آخرين على يد مليشيا الدعم السريع في الفاشر، ما يرفع إجمالي القتلى خلال الهجمات الأخيرة إلى أكثر من 100 شخص في أقل من أسبوع.
حصار خانق ومعاناة إنسانية غير مسبوقة
تخضع الفاشر لحصار مشدد منذ أكثر من 500 يوم، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق، مع نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية وانهيار الخدمات الصحية. وتتعرض المرافق الحيوية، بما فيها المستشفيات ومراكز الإيواء، للاستهداف المتكرر، بينما يعيش عشرات الآلاف من النازحين في ظروف مأساوية