إيران تحاصر إسرائيل جويًا.. متى تتوقف الحرب؟

متابعات- نبض السودان

كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن تقديرات أمنية تشير إلى أن الحرب بين إسرائيل وإيران قد تمتد لفترة تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، في حال لم تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر في الصراع. هذه التقديرات جاءت في ظل التصعيد المتواصل بين الطرفين، وتنامي التوترات في المنطقة.

عملاء يستخدمون الإنترنت لتوجيه الهجمات

في المقابل، أكدت وكالة 'فارس' الإيرانية الرسمية أن السلطات الإيرانية كشفت عن استخدام شبكات عملاء تابعة لإسرائيل بطاقات اتصال متصلة بالإنترنت، كمنصات للتخطيط والإسناد وتنفيذ عمليات عدوانية داخل الأراضي الإيرانية، مشيرة إلى أن هذه الشبكات كانت تلعب دورًا محوريًا في توجيه المسيرات الصغيرة نحو أهداف استراتيجية.

وقد تم اكتشاف ذلك بعد مسوحات ميدانية دقيقة، تم خلالها مقارنة إحصائيات انقطاع الإنترنت في إيران مع توقيتات حوادث الاغتيالات، وذلك باستخدام بيانات من منصة 'نت بلوكس' الدولية. ووفقًا لتقديرات غير رسمية، فإن عدد الاغتيالات انخفض بنسبة 85% خلال فترات انقطاع الإنترنت، ما يدل على العلاقة المباشرة بين الاستخدام الشبكي وتنفيذ العمليات.

ضربات إسرائيلية مكثفة تستهدف المنشآت النووية

من جانبه، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيفي دوفيرين، إن سلاح الجو الإسرائيلي يقوم بعمليات اعتراض للمسيرات الإيرانية، لكنه اعترف بأن منظومة الدفاع الإسرائيلية ليست محصنة بالكامل. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي نقله تلفزيون 'القاهرة الإخبارية'، حيث كشف عن تفاصيل الضربات الإسرائيلية الأخيرة.

وأوضح دوفيرين أن الجيش الإسرائيلي استهدف منشآت نووية في مدينة أصفهان الإيرانية، وتحديدًا منشآت لتحويل اليورانيوم. وأكد أن الضربة كانت واسعة النطاق، وتهدف إلى تعميق الضرر في البنية التحتية النووية الإيرانية، ضمن استراتيجية تهدف إلى 'إضعاف النظام الإيراني' بحسب تعبيره.

اغتيال قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني

وفي خطوة تصعيدية خطيرة، أعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي أن سلاح الجو تمكن من اغتيال سعيد إيزادي، أحد أبرز قادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وذكر أن عملية الاغتيال جاءت بعد جهد استخباراتي مكثف، وزعم أن إيزادي كان أحد العقول المدبرة لهجوم السابع من أكتوبر.

كما تم استهداف مسيرات كانت جاهزة للإطلاق وصواريخ أرض-أرض داخل الأراضي الإيرانية، بهدف تقليل حجم التهديد الإيراني وتقويض القدرات الهجومية لطهران.

إسرائيل تعترف بطول أمد الحرب

وشدد دوفيرين على أن الجيش الإسرائيلي يواصل العمل على جميع الجبهات، وينفذ المهام الموكلة إليه بهدف 'إزالة التهديد الإيراني'. وأكد أن القيادة العسكرية تدرك أن المعركة ستكون طويلة، وأنها لن تتوانى عن توجيه الضربات عند الحاجة.

وأشار إلى أن إيران أطلقت أكثر من 1000 طائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل منذ بداية العملية، وقد تم اعتراض معظمها قبل أن تصل إلى الحدود الإسرائيلية. ولفت إلى أن سلاح الجو تمكن من اعتراض نحو 470 مسيرة منذ بدء الهجمات الإيرانية، منها 40 مسيرة تم إسقاطها ليلة أمس فقط.

صراع استخباراتي وجوي محتدم

المعطيات المعلنة حتى الآن تشير إلى أن الصراع بين إيران وإسرائيل لم يعد مقتصرًا على حرب بالوكالة أو مواجهات محدودة، بل دخل مرحلة أكثر تعقيدًا تشمل عمليات اغتيال، وضربات جوية عميقة، ومواجهات تقنية عبر الإنترنت. ويبدو أن كلا الطرفين يستعد لصراع طويل الأمد، قد يعيد تشكيل توازنات القوة في الشرق الأوسط.

أمريكا في موقف حرج

في ظل هذه التطورات، تزداد الضغوط على واشنطن بشأن ما إذا كانت ستتدخل بشكل مباشر أو تظل في موقع المراقب الداعم لحليفتها إسرائيل. فغياب الدعم الأمريكي المباشر قد يطيل أمد الحرب، فيما قد يؤدي التدخل إلى توسيع رقعة المواجهة إقليميًا وربما عالميًا.

مستقبل ضبابي

لا يزال السيناريو مفتوحًا على احتمالات متعددة، في ظل غياب مؤشرات واضحة على التهدئة. وإذا ما استمرت الضربات المتبادلة والتصعيد في الخطاب العسكري، فإن المنطقة قد تتجه نحو حرب مفتوحة لم تكن في الحسبان، وسط مخاوف دولية من انزلاق شامل لا تُحمد عقباه.