اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
أوسلو اثيرنيوز
كتبت/ دكتورة حريه اسماعيل
قمت بترجمة جزء من الخطاب الذي ألقته سليمة إسحق، مديرة وحدة مكافحة العنف ضد النساء والأطفال في السودان، خلال مشاركتها في منتدى أوسلو للحرية. في هذا الخطاب الجريء والصادم، قدّمت سليمة شهادة نادرة تفضح ما يُرتكب من فظائع في السودان بعيدًا عن أعين العالم، كاشفةً عن الجرائم الممنهجة التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع المدعومة من دولة الإمارات، وعلى رأسها الاغتصاب الجماعي، والقتل، والنهب، والتدمير المتعمّد للبنية التحتية والموروث الثقافي.
أكدت سليمة أن هذه الحرب ليست، كما يُروّج لها، صراعًا بين جنرالين على السلطة، بل هي مشروع لتفكيك السودان وتغيير تركيبته السكانية، ومحو تاريخه، وتهجير سكانه قسرًا. كل ذلك، كما تؤكد، يتم بتمويل إماراتي مباشر، وتواطؤ من دول إقليمية وغربية تفضّل حماية مصالحها مع الإمارات على حياة السودانيين.
قالت سليمة بوضوح إن أرواح السودانيين أصبحت لا تهم بالنسبة لكثير من الدول التي تفضّل الصمت خوفًا على استثماراتها وتحالفاتها مع الامارات.
أوضحت سليمة أن هذه المليشيا تستخدم الاغتصاب كسلاح حرب لأنه فعّال، ورخيص، وصامت. لا يتطلب معدات عسكرية، لكنه يترك آثارًا مدمّرة تمتد لأجيال، دون أن تراه أعين الكاميرات أو ينقله الإعلام.
وتوقفت سليمة عند قصص موجعة من الواقع، تحدثت فيها عن نساء في مثل عمرها كنّ يعتقدن أنهن في مأمن من العنف الجنسي، فإذا بهن يتعرضن للاغتصاب الجماعي ويُتركن على الأرض بلا حول ولا قوة. كما روت قصة امرأة تبلغ من العمر 85 عامًا رفضت تلقي أي دعم نفسي أو اجتماعي لأنها شعرت أن اغتصابها سلب منها كرامتها كجدة، وقالت إنها لم تعد ترى لنفسها مكانًا في هذا العالم بعد أن حُرمت من أبسط حقوقها في الاحترام.
ناشدت العالم: 'أوقفوا الصمت، والتواطؤ مع هذا الصمت… سمّوا الأشياء بأسمائها.'
c811dc77-6372-43fa-9bdb-d9a8eeaadac4