اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٥ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في كشف علمي جديد ومثير، أوضحت دراسة حديثة أن تلوث الهواء قد يكون سببًا رئيسيًا في الإصابة بسرطان الرئة حتى لدى الأشخاص الذين لم يسبق لهم التدخين في حياتهم. وربطت الدراسة بين استنشاق الهواء الملوث وظهور طفرات جينية خطيرة مشابهة لتلك التي تُلاحظ عادةً لدى المدخنين.
تفاصيل الدراسة المثيرة
أجرى الدراسة فريق بحثي مشترك من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو والمعهد الوطني الأمريكي للسرطان، حيث تبين أن الأشخاص الذين يقيمون في مناطق تعاني من معدلات تلوث هوائي مرتفعة معرضون بشكل أكبر للإصابة بطفرات في الحمض النووي ترتبط بسرطان الرئة.
وقال البروفيسور لودميل ألكساندروف، عالم البيولوجيا الجزيئية والمشارك في الدراسة: «نشهد تزايدًا مقلقًا في إصابات سرطان الرئة بين غير المدخنين دون أن نملك تفسيرًا واضحًا، لكن نتائجنا توضح أن تلوث الهواء يرتبط بطفرات جينية كنا نربطها عادةً بالتدخين.»
دراسة واسعة النطاق تكشف الحقائق
اعتمدت الدراسة على تحليل الجينومات السرطانية لـ 871 مريضًا بسرطان الرئة من أربع قارات مختلفة، جميعهم لم يسبق لهم التدخين أو تلقي علاج للسرطان. وأسفرت النتائج عن اكتشاف علاقة واضحة بين العيش في بيئات ملوثة والطفرات الجينية الخطيرة.
طفرات جينية مقلقة
أظهرت النتائج أن العيش في بيئة ملوثة يزيد من احتمالية وجود طفرات في جينات مثل TP53 و EGFR، وهما جينان معروفان بدورهما في تحفيز نمو أورام الرئة. كما تبين أن غير المدخنين الذين يعيشون في مناطق ملوثة كانوا أكثر عرضة بـ 4 أضعاف لظهور توقيع طفري يُعرف باسم SBS4 مقارنة بأولئك الذين يعيشون في بيئات أنظف.
اكتشاف توقيع جيني جديد
المثير في الدراسة هو اكتشاف توقيع جيني جديد أطلق عليه الباحثون اسم SBS40a ظهر في نحو 28% من المشاركين، وهو توقيع لم يتم رصده سابقًا لدى المدخنين، ولا تزال أسبابه الحقيقية مجهولة حتى الآن، ما يزيد من غموض العلاقة بين التلوث وسرطان الرئة.
التدخين السلبي ليس له تأثير كبير
على عكس المتوقع، لم تُظهر الدراسة أن التعرض للتدخين السلبي يؤثر بشكل كبير على الطفرات الجينية المرتبطة بسرطان الرئة، وفقًا لما أكده الباحثون، وهو ما يعزز فرضية أن تلوث الهواء وحده قد يكون كافيًا لإحداث الضرر.
قيود الدراسة وتوصيات العلماء
أوضح فريق البحث أن الدراسة استندت إلى بيانات إقليمية عن التلوث، ما يعني أن تقدير مقدار التعرض الفردي للجزيئات الدقيقة كان محدودًا. كما أشاروا إلى أن دقة إفادات المشاركين بشأن تاريخ التدخين قد تؤثر في النتائج.
ورغم هذه القيود، شدد العلماء على ضرورة إيلاء العلاقة بين تلوث الهواء وسرطان الرئة اهتمامًا أكبر، خاصة مع تصاعد المشكلة عالميًا. وقالت الدكتورة ماريا تيريزا لاندي من المعهد الوطني للسرطان: «نواجه مشكلة صحية عالمية متنامية، وعلينا أن نفهم العلاقة بين تلوث الهواء وإصابات سرطان الرئة لدى غير المدخنين بشكل أعمق.»