اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٣ أيلول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشف مصدر حكومي عن تقديرات أولية تشير إلى أن ما يقارب 10 ملايين شخص فقدوا وظائفهم في القطاع الخاص والأسواق منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل 2023، موضحًا أن هذه الإحصائيات غير رسمية لكنها تعكس حجم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها السودان حاليًا.
الحكومة تبحث عن الإحصاءات الكاملة
المصدر الحكومي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أكد أن الحكومة عبر الأجهزة المعنية بما في ذلك مجلس الوزراء ووزارة التنمية البشرية، تعمل حاليًا على الوصول إلى قاعدة بيانات دقيقة تشمل كافة المتضررين من فقدان وظائفهم في القطاعين الخاص والعام. وشدد على أن تحديد العدد الحقيقي للعاملين الذين خسروا أعمالهم يمثل أولوية قصوى للحكومة، لأنه يعد خطوة أساسية لوضع حلول عملية للأزمة، نقلا عن 'الترا سودان'.
قطاعات اقتصادية منهارة
وبحسب المصدر، فقد تضررت قطاعات واسعة من جراء الحرب، من بينها الوظائف في القطاع الخاص والأعمال الاضطرارية والمهن الحرفية والأسواق، إضافة إلى سلاسل الإمداد والشحن والتفريغ. هذه القطاعات التي كانت تشكل شريانًا اقتصاديًا رئيسيًا للبلاد أصيبت بالشلل التام نتيجة المعارك التي اندلعت في قلب المدن بما في ذلك العاصمة الخرطوم وأقاليم دارفور وكردفان.
تقديرات متصاعدة لحجم الفقد
وأضاف المصدر الحكومي أن بعض الإحصائيات أشارت إلى فقدان نحو 7 ملايين شخص لأعمالهم، إلا أن الرقم الحقيقي قد يتجاوز ذلك بكثير ليصل إلى 10 ملايين شخص. وأوضح أن توقف الأسواق والشركات التجارية جعل الملايين يتحولون إلى نازحين ولاجئين، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وتزايد الحاجة إلى تدخل عاجل يعيد الاستقرار المعيشي للمواطنين.
قاعدة بيانات للأزمة
وشدد المصدر على أن الحكومة تضع مسألة إعداد قاعدة بيانات شاملة حول أعداد المتضررين من فقدان الوظائف في مقدمة أولوياتها، باعتبارها المدخل الرئيسي لإيجاد حلول طويلة الأمد. وأشار إلى أن الحياة الاقتصادية للمواطنين تمثل الأساس لعودتهم إلى منازلهم، وأن إعادة دمج هؤلاء المتضررين في دورة الإنتاج ضرورة حتمية لإعادة بناء المجتمع بعد الحرب.
توقف المصانع وتداعيات اقتصادية خطيرة
وفي سياق متصل، توقفت قرابة 600 مصنع عن العمل نتيجة الحرب وفق تصريحات نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار بمدينة القضارف في ديسمبر 2023. وأغلب هذه المصانع تقع في العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة، ما تسبب في فقدان السودان بنيته التحتية الأساسية في صناعة الأدوية والمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية. ولجأ السودان بسبب ذلك إلى الاستيراد من مصر وإثيوبيا ودول الخليج، في خطوة عكست حجم العجز الذي يواجه الاقتصاد الوطني.
تداعيات الحرب على الاقتصاد الوطني
الأزمة الاقتصادية التي خلفتها الحرب لم تقتصر على فقدان الوظائف وتعطل المصانع، بل امتدت لتشمل ارتفاع معدلات النزوح واللجوء، وانهيار سلاسل الإمداد، وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين. هذه التحديات جعلت ملايين الأسر تواجه ظروفًا معيشية قاسية، في ظل محدودية الدعم الحكومي وصعوبة الوصول إلى حلول سريعة تعيد الاستقرار الاقتصادي.