وباء صامت يهدد العالم

متابعات- نبض السودان

كشفت دراسة دولية حديثة أن ملايين الأشخاص في مختلف دول العالم مصابون بداء السكري دون أن يعلموا، مما يجعل المرض أشبه بوباء صامت يتفاقم دون أن يلحظه المصابون. الدراسة المنشورة في مجلة 'ذا لانست دايابيتيس آند إندوكراينولوجي' الطبية أكدت أن أكثر من نصف الحالات لم يتم تشخيصها بعد.

تفاصيل الدراسة الدولية

الدراسة التي أجراها معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن للطب بالتعاون مع شركاء دوليين حللت بيانات شاملة عن مرض السكري لجميع الفئات العمرية وكلا الجنسين في 204 دول وأقاليم خلال الفترة بين عامي 2000 و2023.

إحصاءات مقلقة لعام 2023

توصل الباحثون إلى أنه في سنة 2023 كان حوالي 44 بالمئة من الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 15 عاماً فأكثر مصابين بداء السكري، لكنهم لم يكونوا على دراية بإصابتهم بالمرض الخطير الذي يفتك بصحة الملايين.

الشباب أكثر عرضة للمضاعفات

ورغم أن الشباب هم الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات مرض السكري، إلا أنهم أيضاً الفئة الأكثر عرضة لعدم التشخيص. وأشارت الدراسة إلى أن هذا التأخر في اكتشاف الإصابة يزيد من احتمالية التعرض لمضاعفات خطيرة تؤثر على حياتهم المستقبلية.

تفاوت عالمي في التشخيص والعلاج

وأظهرت النتائج وجود تفاوت كبير في تشخيص المرض وعلاجه بين الدول. ففي الوقت الذي سجلت فيه دول أميركا الشمالية ذات الدخل المرتفع أعلى معدلات التشخيص، برزت دول منطقتي آسيا والمحيط الهادئ بأعلى معدلات العلاج بين المرضى.

تباين مستويات السيطرة على المرض

أما في أميركا الجنوبية، فقد سُجلت أعلى نسب معدلات التحكم المثالي بالسكري بين المرضى. في المقابل، شهدت منطقة جنوب الصحراء الوسطى في إفريقيا فجوات مقلقة في التشخيص، حيث كان أقل من 20 بالمئة من المصابين على علم بإصابتهم.

تحذيرات مستقبلية

وقالت الباحثة في المعهد والمؤلفة الأولى للدراسة لورين ستانفور إنه بحلول عام 2050 من المتوقع أن يصاب 1.3 مليار شخص بمرض السكري. وأضافت أن 'ما يقارب نصف هؤلاء إذا لم يعلموا بإصابتهم بهذا المرض الخطير والمميت فقد يتحول الأمر إلى وباء صامت يفتك بالصحة العالمية'.

دعوة للاستثمار في الفحص المبكر

وأكدت الدراسة على ضرورة الاستثمار في برامج الفحص المبكر للفئة الشبابية وتوفير الأدوية وأدوات المراقبة بشكل موسع، خاصة في المناطق النائية التي تعاني من ضعف الخدمات الطبية.

جهود منظمة الصحة العالمية

وفي سنة 2022، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها ستعمل على محاولة تشخيص 80 بالمئة من المصابين بالسكري سريرياً بحلول عام 2030، في خطوة تهدف إلى تقليل المخاطر المحتملة وتحسين معدلات التشخيص والعلاج في مختلف أنحاء العالم.