اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٤ تموز ٢٠٢٥
نقل موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن لقاءً ثلاثيًا استضافته القاهرة بين الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، وخليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، لم يسر على ما يرام، وشهد توترًا ملحوظًا، في ظل عدم رضا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن مجريات المحادثات.
وأفاد التقرير بأن القاهرة استضافت محادثات مباشرة بين البرهان وحفتر، في مسعى مصري لاحتواء التوتر المتصاعد بين الطرفين، حيث نشرت السلطات المصرية صورًا للرئيس السيسي وهو يستقبل كلًا من الوفد الليبي والسوداني على حدة، في الغرفة نفسها، في إشارة إلى حساسية الوضع.
الاجتماع تخللته مشادات بين الجانبين، إذ اتهم البرهان حفتر بتهريب أسلحة إلى قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني، وواجهه بشكل مباشر خلال اللقاء، مؤكدًا أن السودان يمتلك أدلة على تورط حفتر في هذه العمليات. حفتر، الذي كان برفقة أحد أبنائه، نفى تلك الاتهامات، لكن البرهان شدد على عدم صدقه، مما زاد من حدة التوتر.
المصادر أشارت إلى أن السيسي أعرب عن قلقه إزاء تصاعد التوتر، خاصةً مع احتمال امتداد الحرب السودانية إلى الأراضي المصرية، وتأثيرها على استقرار التجارة في المنطقة الحدودية المضطربة، حيث كان يأمل في تحقيق نوع من التفاهم بين الطرفين خلال هذه المحادثات.
الوفد السوداني أوضح أن الصديق حفتر، أحد أبناء حفتر، كان قد زار السودان قبل اندلاع الحرب في أبريل 2023، والتقى آنذاك بمحمد حمدان دقلو “حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع. وبحسب ما ذكر، فإن حفتر أرسل في بداية الحرب شحنات عسكرية إلى قوات الدعم السريع عن طريق البر والجو، قبل أن تتحول الإمدادات لاحقًا إلى مسارات بديلة عبر تشاد.
وفي تطور ميداني، أفادت المصادر بانضمام قوات من جنوب ليبيا موالية لحفتر إلى قوات الدعم السريع في تنفيذ هجمات على مواقع حدودية تابعة للجيش السوداني. وتمكنت هذه القوات من السيطرة على قاعدة “معطن السارة” الجوية في منطقة الكفرة جنوب ليبيا، وهي قاعدة استراتيجية تُستخدم في دعم القوات شبه العسكرية في السودان، كما تُعد نقطة أساسية لتصدير الذهب من مناجم دارفور التي تسيطر عليها عائلة دقلو.
وتحمّل مصادر مصرية صدام حفتر، الابن الأصغر لخليفة حفتر، مسؤولية الهجوم الأخير على منطقة المثلث الحدودي. واعتبرت أن الخطر الحقيقي يكمن في العلاقة المتنامية بين صدام حفتر وقوات الدعم السريع، خاصة في ظل التراجع النسبي لنفوذ والده مع تقدمه في السن، وتقاسم سلطته بين أبنائه الثلاثة. وأشارت تلك المصادر إلى أن مصر تحتفظ بعلاقة مستقرة نسبيًا مع الصديق حفتر، لكنها لا تملك النفوذ نفسه على صدام وخالد حفتر، اللذين يديران جماعات مسلحة، بعضها على صلة بتنظيمات إسلامية تنشط على الحدود وتنسق مع قوات الدعم السريع.