السودان يدخل عالم الذكاء الاصطناعي من بوابة الذهب والمعادن

متابعات- نبض السودان

أعلنت وزارة المعادن في السودان عن تبني أنظمة الذكاء الاصطناعي ضمن منظومة العمل الحكومي لمراقبة الإنتاج في قطاع التعدين، في خطوة تعد الأولى من نوعها على مستوى البلاد، وتهدف إلى تحصين الثروات الوطنية وتحقيق نقلة نوعية في إدارة الموارد المعدنية وتعزيز الاقتصاد الوطني.

اجتماع تنسيقي مشترك لتفعيل التقنية

جاء الإعلان خلال اجتماع مشترك ضم وزير المعادن نور الدائم طه ووزير التحول الرقمي والاتصالات الدكتور أحمد الدرديري غندور، بحضور وكيلة وزارة المعادن الدكتورة هند صديق آدم والمدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية محمد طاهر عمر إلى جانب عدد من القيادات والإدارات المختصة بالوزارتين. ويهدف الاجتماع إلى وضع الخطوط العريضة لخطة إدماج الذكاء الاصطناعي في قطاع التعدين ومتابعة مراحل تنفيذها وفقًا للمعايير التقنية الحديثة.

خطة متكاملة لمراقبة الإنتاج ومكافحة التهريب

وأكدت وزارة المعادن أن هذه الخطوة تأتي في إطار خطة شاملة لتطوير أدوات الرقابة على قطاع التعدين، ومكافحة تهريب الموارد المعدنية من خلال توظيف التقنيات الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. وتهدف الخطة إلى تحقيق إحكام كامل في المتابعة الميدانية لسلسلة الإنتاج من مواقع التعدين إلى الأسواق المحلية والعالمية، بما يضمن الشفافية ومنع الفاقد الاقتصادي الناتج عن التهريب والتلاعب في الإنتاج.

الذكاء الاصطناعي كأداة للشفافية والحوكمة

وأوضح الاجتماع أن إدخال الذكاء الاصطناعي في عمليات التعدين سيتيح مراقبة رقمية دقيقة لكل مراحل العمل بدءًا من التنقيب وحتى التصدير، عبر نظام متكامل يربط الجهات الحكومية ذات الصلة. وسيساعد هذا النظام على تتبع حركة المعادن وتوثيق بيانات الإنتاج لحظة بلحظة، مما يسهم في تعزيز الحوكمة الرشيدة وتسهيل اتخاذ القرارات بناءً على بيانات واقعية ومحدثة.

مشروع وطني لتعزيز الإيرادات القومية

وناقش الاجتماع أيضًا آليات مراقبة عمليات التعدين ونقل وتصدير المعادن من خلال منظومة رقمية متكاملة تسهم في تقليل الفاقد وتعظيم الإيرادات القومية. وأكد المشاركون أن توظيف الذكاء الاصطناعي في هذا القطاع سيجعل عمليات المراقبة أكثر دقة وشفافية، وسيساعد في بناء قاعدة بيانات وطنية شاملة تغطي كل الشركات والمواقع التعدينية في السودان.

تكامل وزاري لتطبيق التكنولوجيا المتقدمة

وأكد الوزيران نور الدائم طه وأحمد الدرديري غندور على أهمية التكامل المؤسسي بين الوزارتين في تنفيذ مشروعات التقنيات الحديثة بقطاع التعدين، مشيرين إلى أن هذا التعاون يعد نموذجًا رائدًا للتنسيق بين المؤسسات الحكومية في سبيل تحقيق التحول الرقمي الشامل. وأوضح الوزيران أن تطبيق الذكاء الاصطناعي يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز الأمن الاقتصادي ومكافحة الفساد المالي والإداري في قطاع الثروات المعدنية.

خطة وطنية لتأمين الثروات المعدنية

وأشار وزير المعادن إلى أن الوزارة أجازت مؤخرًا خطة وطنية شاملة تهدف إلى تأمين الشركات والأسواق المعدنية وتنظيم عمليات النقل والتصدير وفق أحدث النظم التقنية. وتهدف هذه الخطة إلى ضمان توجيه الموارد المعدنية لخدمة الاقتصاد الوطني بدلًا من فقدانها عبر التهريب أو الممارسات غير القانونية، مع توفير بيئة آمنة وجاذبة للاستثمار في قطاع التعدين.

الرقمنة طريق السودان نحو التنمية المستدامة

وأكد وزير التحول الرقمي والاتصالات أن إدخال أنظمة الذكاء الاصطناعي في قطاع التعدين يتماشى مع رؤية الدولة للتحول الرقمي في جميع القطاعات الإنتاجية والخدمية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستسهم في بناء قاعدة معرفية وطنية ترفع من كفاءة الأداء وتقلل من الهدر الإداري والاقتصادي. وشدد على أن الرقمنة تمثل المدخل الأساسي لتحقيق التنمية المستدامة في السودان.

نحو مستقبل رقمي للثروات السودانية

وأكدت وزارة المعادن في ختام اجتماعها أن المرحلة المقبلة ستشهد تطبيقًا فعليًا للأنظمة الرقمية والذكاء الاصطناعي في مواقع التعدين بالتعاون مع وزارة التحول الرقمي والاتصالات، مع وضع آليات تدريب وتأهيل للكوادر الوطنية لضمان استدامة التطور التقني وتوطين المعرفة داخل السودان.