اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
وسط تصاعد التوترات حول أزمة سد النهضة واتهامات دول المصب لإثيوبيا باتخاذ إجراءات تسببت في إغراق مناطق سودانية ومصرية، أكدت الولايات المتحدة أن الحل الوحيد الممكن يكمن في الحوار والتفاهم الفني للوصول إلى إطار تقني متفق عليه بين جميع الأطراف.
سد النهضة أصبح أمراً واقعاً
صرح مسعد بولس، مساعد وزير الخارجية الأميركي ومستشار الرئيس دونالد ترامب لشؤون أفريقيا، بأن ملف سد النهضة يمثل قضية استراتيجية بالنسبة للإدارة الأميركية، مشيراً إلى أن واشنطن تسعى إلى إيجاد حل سلمي ومتوازن يحفظ مصالح جميع الأطراف. وأوضح بولس في مداخلة مع قناة 'العربية' و'الحدث' أن الموقف الأميركي من السد يقوم على التروي والتفاهم لا على التصعيد، مؤكداً أن سد النهضة أصبح واقعاً فعلياً بعد افتتاحه، وأن التعامل معه يجب أن يكون من هذا المنطلق.
خلاف تقني وليس سياسياً
أوضح مستشار ترامب أن الخلاف بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم هو خلاف تقني في المقام الأول وليس سياسياً، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تضع هذا الملف ضمن أولوياتها الإقليمية. وأكد بولس ضرورة حل الأزمة عبر الحوار الفني الهادئ لتجنب أي تصعيد قد يضر باستقرار المنطقة بأسرها.
مبادرة مرتقبة من الرئيس ترامب
كشف بولس عن إمكانية إطلاق مبادرة أميركية جديدة يقودها الرئيس دونالد ترامب نفسه، تهدف إلى جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على طاولة واحدة لإعادة إحياء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل يضمن التوزيع العادل لمياه النيل. وأوضح أن الرئيس ترامب ينظر إلى سد النهضة باعتباره مشروعاً يجب أن يتحول إلى مصدر تعاون لا صراع.
إثيوبيا ترد على تصريحات السيسي
جاءت هذه التصريحات الأميركية بعد بيان أصدرته الحكومة الإثيوبية رداً على تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكدت فيه أديس أبابا حقها السيادي في استخدام مواردها المائية، مشيرة إلى أن نهر النيل ينبع من أراضيها وأنها وفقاً للقانون الدولي ومبدأ السيادة الدائمة على الموارد الطبيعية تملك حقاً مشروعاً وغير قابل للمصادرة في الاستفادة من مياهها.
أديس أبابا تنفي الاتهامات المصرية
رفضت الحكومة الإثيوبية الاتهامات المصرية بشأن الإجراءات الأحادية، مؤكدة أنها أدارت مشروع سد النهضة بشفافية وقدمت بيانات فنية دورية حول مراحل الملء والتشغيل لكل من السودان ومصر. واعتبرت أن الاتهامات الموجهة إليها لا تستند إلى أسس واقعية وأنها تسعى للحفاظ على مصالح جميع الأطراف.
القاهرة تحذر من الضرر وتدعو لاتفاق قانوني ملزم
من جانبه، اتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إثيوبيا بإلحاق الضرر بدولتي المصب مصر والسودان، داعياً إلى تحرك دولي وأفريقي عاجل لإبرام اتفاق قانوني ملزم يحدد قواعد تشغيل وملء السد. وشدد السيسي على أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تهديد لأمنها المائي، مشيراً إلى أن القاهرة لا تمانع في التنمية بشرط عدم الإضرار بحقوقها التاريخية.
خلفية الأزمة وتاريخ المفاوضات
تعود أزمة سد النهضة إلى عام 2011 عندما بدأت إثيوبيا في بناء السد على مجرى النيل الأزرق، وهو ما أثار مخاوف كبيرة في القاهرة والخرطوم بشأن حصصهما المائية. وقد حاولت إدارة ترامب الأولى عام 2019 لعب دور الوسيط بين الدول الثلاث، حيث استضافت جولات تفاوض في واشنطن انتهت دون اتفاق نهائي بعد انسحاب إثيوبيا من المفاوضات. وأكد ترامب آنذاك حرص بلاده على مصالح جميع الأطراف ودعمه لأي اتفاق يضمن التنمية ويحافظ على حقوق دول المصب.
تداعيات بيئية ومائية خطيرة
خلال الأيام الماضية، شهد السودان موجة فيضانات غير مسبوقة هددت السكان والمزارعين، بينما تعرضت قرية دلهمو بمحافظة المنوفية في مصر للغرق بسبب ارتفاع منسوب النيل. كما أعلنت أربع محافظات مصرية أخرى حالة الطوارئ، ما دفع القاهرة والخرطوم إلى اتهام إثيوبيا باتخاذ إجراءات مائية دون تنسيق مسبق تسببت في هذه الكوارث.
واشنطن تدعو إلى التهدئة وتجنب التصعيد
دعت الإدارة الأميركية جميع الأطراف إلى ضبط النفس والابتعاد عن أي خطوات أحادية قد تزيد من حدة الأزمة. وأكدت واشنطن أن الحل يكمن في التعاون الفني بين الدول الثلاث للوصول إلى اتفاق شامل ومستدام يضمن الأمن المائي لمصر والسودان، وحق إثيوبيا في التنمية.