الرئيس الإيراني يعتذر لقطر رسميًا

متابعات- نبض السودان

في تطور لافت في سياق التصعيد العسكري بين واشنطن وطهران، أجرى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، يوم الثلاثاء، اتصالًا هاتفيًا بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عبر فيه عن أسفه لما تسبب به استهداف قاعدة 'العديد' الأمريكية في قطر من أضرار، مؤكدًا أن الدوحة لم تكن هدفًا للعملية العسكرية التي نفذها الحرس الثوري الإيراني.

بزشكيان: قطر ليست المستهدفة والعلاقات يجب أن تُبنى على احترام السيادة

وبحسب بيان صادر عن الديوان الأميري القطري، فقد أوضح الرئيس الإيراني أن 'دولة قطر وشعبها الشقيق لم يكونوا مستهدفين من هذا الهجوم'، مؤكدًا أن العملية لا تمثل تهديدًا لدولة قطر، ومشددًا على أن بلاده حريصة على علاقات قائمة على حسن الجوار واحترام السيادة.

كما أعرب بزشكيان عن تطلعه إلى أن تستمر العلاقات القطرية الإيرانية بروح التعاون الإقليمي، معتبرًا أن قطر 'دولة جوار مسلمة وشقيقة'.

أمير قطر يرد: الهجوم انتهاك صارخ لسيادتنا

في المقابل، جدد الشيخ تميم بن حمد إدانته الشديدة للهجوم الإيراني الذي طال قاعدة 'العديد'، معتبرًا أن ما جرى يمثل انتهاكًا واضحًا لسيادة قطر ومجالها الجوي، ومخالفة صارخة لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأكد أمير قطر أن هذا العمل لا يتماشى مع مبدأ حسن الجوار، ولا مع العلاقات الوثيقة التي تربط الدوحة بطهران، مضيفًا أن قطر كانت دائمًا من دعاة الحوار مع إيران، وقد بذلت جهودًا دبلوماسية حثيثة للحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

دعوة لوقف التصعيد والعودة إلى الحوار

وشدد الشيخ تميم على ضرورة الوقف الفوري للعمليات العسكرية، والعودة الجادة إلى طاولة المفاوضات، في سبيل احتواء الأزمة وضمان أمن المنطقة وسلامة شعوبها.

إيران: لم نستهدف قطر.. والصواريخ كانت موجهة للوجود الأمريكي

وكان التلفزيون الإيراني قد أعلن مساء الاثنين عن بدء عملية عسكرية تحت اسم 'بشائر الفتح'، استهدفت قاعدة 'العديد' الأمريكية في قطر، ردًا على الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في نطنز وأصفهان وفوردو.

ووفق السلطات القطرية، فقد تم إسقاط معظم الصواريخ الإيرانية وعددها 18، بينما أصاب صاروخ واحد فقط قاعدة 'العديد'، وسقطت بقية الصواريخ في البحر، ما قلل من حجم الأضرار البشرية والمادية.

بزشكيان: دول الجوار إخوة ولا نية للمواجهة

وفي تأكيد على سياسة التهدئة، قال الرئيس الإيراني إن بلاده تعتبر جميع دول الجوار إخوة، وليس لديها أي نية للدخول في مواجهات معهم، مشددًا على استعداد طهران للجلوس إلى طاولة الحوار والدفاع عن مصالح الشعب الإيراني بالطرق السلمية.

إسرائيل فشلت.. وإيران لن تخرق الهدنة

وفي ذات السياق، قال بزشكيان إن إسرائيل وداعميها كانوا يعولون على إثارة استياء داخلي في إيران، إلا أنهم فشلوا، مشيرًا إلى أن صمود الشعب الإيراني كبد إسرائيل 'أثمانًا باهظة'.

كما شدد على أن إيران لن تخرق وقف إطلاق النار ما لم تخرقه إسرائيل، مضيفًا أن بلاده لا تزال ترى في الحوار خيارًا استراتيجيًا لحل الأزمات الإقليمية والدولية.

بزشكيان: أمريكا دخلت الحرب عندما عجزت إسرائيل

في تصريحات أخرى، أشار الرئيس الإيراني إلى أن الولايات المتحدة تدخلت عسكريًا إلى جانب إسرائيل عندما فشلت الأخيرة في تحقيق أهدافها عبر الضربات التي وجهتها لإيران، معتبرًا أن العدوان الأمريكي على المنشآت النووية يمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي.

طهران تتمسك بالمفاوضات.. وتحذر من استمرار العدوان

واختتم بزشكيان تصريحاته بالتأكيد على أن العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل مصلحة الشعب الإيراني تبقى خيارًا قائمًا، لكنه مشروط بوقف العدوان واحترام السيادة الإيرانية.